في خضم صراع فصائل المرتزقة على النفوذ داخل المجلس الرئاسي، شهدت الساحة السياسية تطورات متسارعة أعادت رسم موازين القوى، حيث تمكّن رئيس المجلس رشاد العليمي من توجيه ضربة استراتيجية قوية لنائبه طارق صالح، قائد الفصائل الإماراتية في الساحل الغربي.
وتمكّن رئيس مجلس رئاسي المرتزقة “رشاد العليمي”، من توجيه ضربة موجعة لنائبه وقائد الفصائل المدعومة إماراتياً في الساحل الغربي طارق عفاش، مع تصاعد وتيرة الخلافات بين الطرفين على خلفية مطالب طارق بتوسيع نفوذه داخل الحكومة والمجلس الرئاسي.
فصائل “المقاومة التهامية”، التي تُعد من أبرز أدوات طارق في الساحل الغربي، أعلنت انشقاقها عنه في بيان مشترك مع “الحراك التهامي”، أكدت فيه أنها الكيان الوحيد المخول بتمثيل تهامة، في خطوة تُعتبر انقلاباً صريحاً على طارق عفاش وتراجعه المفاجئ.
وبحسب مصادر في الحراك، فإن العليمي لعب دوراً رئيسياً في دفع هذا الانشقاق، بهدف تعطيل طموحات طارق الذي يسعى لنيل “حصته” كممثل عن تهامة، وهو ما يرفضه العليمي باعتباره محسوباً على جناح المؤتمر الشعبي العام الذي يحاول استعادة السيطرة من بوابة التعيينات الحكومية.
البركاني يدخل على خط الوساطة
في سياق متصل، وصل سلطان البركاني، رئيس البرلمان، إلى مدينة عدن في مهمة واضحة للوساطة، بعد إجراء اتصالات مكثفة مع كل من طارق والعليمي.
ووفق مصادر سياسية، نجح البركاني مبدئياً في دفع طارق لتخفيف لهجته والاعتذار للعليمي في اتصال هاتفي، في محاولة لاحتواء الأزمة قبل اجتماع سعودي مرتقب لمناقشة خلافات المجلس الرئاسي.
التحرك السريع من البركاني يأتي على خلفية قلق أوساط “المؤتمر الشعبي” من احتمال خسارة منصب رئيس المجلس الرئاسي، خاصة مع تزايد الحديث عن بدائل للعليمي، من بينها محافظ مأرب سلطان العرادة المحسوب على حزب الإصلاح.
السعودية تدخل الخط وتحسم الجدل
الأزمة بلغت مداها مع بيان انتقادي صادر عن المكتب السياسي التابع لطارق عفاش، اتهم فيه العليمي بالإقصاء وتجاوز القانون. غير أن “الموقف السعودي” جاء حاسماً، حيث وصف مساعد رئيس تحرير صحيفة “عكاظ” عبدالله آل هتيلة، في تغريدة واضحة، العليمي بأنه “طوق النجاة لليمن واليمنيين”، ما اعتُبر رسالة صارمة موجهة لطارق.
تغريدة آل هتيلة جاءت عقب انتقادات واسعة من المحسوبين على المرتزق طارق عفاش على مواقع التواصل الاجتماعي والموجهة ضد رئيس ما يسمى بالمجلس الرئاسي المرتزق رشاد العليمي فيما أسموه “بالتهميش والإقصاء”.
الرسالة السعودية دفعت طارق إلى سحب بيانه التهديدي، وتهنئة العليمي بالعام الهجري الجديد في اتصال رسمي، في خطوة فُهمت بأنها رضوخ للضغط السعودي واعتراف بأن الصدام مع العليمي سيُكلّفه الكثير.