أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، استشهاد 65 فلسطينياً منذ ساعات الفجر، بينهم 16 من منتظري المساعدات الإنسانية، جرّاء تصعيد العدو الإسرائيليال جديد والذي طال مناطق متفرقة من القطاع، في وقت حذرت فيه وزارة الصحة من كارثة صحية وشيكة بفعل نفاد الوقود من المستشفيات.
ووفق المعطيات الطبية، فإن مجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في منطقة نتساريم جنوب غرب غزة أسفرت عن استشهاد 16 مدنياً كانوا بانتظار شاحنات إغاثية، إضافة إلى أكثر من 15 جريحاً. كما استُهدف شارع صلاح الدين جنوب وادي غزة، مما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة خمسين آخرين، بينهم عشرة في حالات حرجة.
وفي الزوايدة وسط القطاع، استُشهد 6 فلسطينيين في قصف طال منزلاً سكنياً لعائلة العيماوي، بينما سقط 6 شهداء وأكثر من 40 جريحاً إثر استهداف خيمة للنازحين في مواصي خان يونس، وفق ما أفاد به مستشفى الهلال الأحمر الميداني. وفي الوقت ذاته، استُشهد 10 آخرون جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلاً في أحد أحياء مخيم خان يونس، بحسب مجمع ناصر الطبي.
العدوان الإسرائيلي تواصل على الأرض، حيث أقدم الاحتلال على نسف مبانٍ سكنية في بلدة القرارة شرق خان يونس، تزامناً مع استهداف جوي ومروحي لمدينة حمد شمال المدينة.
على الصعيد الإنساني، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن توقف خدمة غسيل الكلى في مجمع الشفاء الطبي والاقتصار على تقديم خدمة العناية المركزة فقط لساعات قليلة نتيجة نفاد الوقود.
وفي السياق العسكري، تشهد خان يونس مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، إذ أعلنت “سرايا القدس” و”كتائب القسام” تدمير دبابة ميركافا وآلية إسرائيلية متوغلة في منطقة عبسان الكبيرة، باستخدام عبوات شديدة الانفجار جرى زرعها مسبقاً، في عمليات عكست استمرار حالة الاشتباك الميداني الحاد.
أما في الضفة الغربية، فقد اقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى صباح اليوم بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، في وقت استُشهد فيه فلسطينيان في الخليل ورام الله برصاص القوات الإسرائيلية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
ويأتي هذا التصعيد في ظل استمرار العدوان الشامل على قطاع غزة، الذي يدخل مراحل أكثر وحشية، وسط تقاعس دولي واضح عن وقف الجرائم والانتهاكات، وتزايد المخاوف من انهيار المنظومة الصحية والإنسانية في القطاع المحاصر.