المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    24 عملا للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية خلال الـ 72 ساعة الأخيرة

    رصد مركز معلومات فلسطين (معطى) ، 24 عملا للمقاومة...

    ناصر قنديل: اليمن نجح في تحويل البحر الأحمر إلى ساحة ردع استراتيجية

    أكد رئيس تحرير صحيفة البناء، ناصر قنديل، أن اليمن...

    العدوّ الإسرائيلي يعترف بمصرع 3 جنود وإصابة رابع وانتحار ثالث “مقاتل” خلال عشرة أيام

    واصلت حركاتُ الجهاد والمقاومة الفلسطينية تكبيدَ العدوّ الصهيوني خسائرَ...

    صنعاء تواجه العقوبات الأمريكية بعملة جديدة تعيق خطط بنك عدن المدعوم من واشنطن

    ردّت صنعاء على سلسلة الإجراءات التي اتخذتها وزارة الخزانة...

    فيتامينD وسر إبطاء الشيخوخة

    تشير دراسات علمية حديثة إلى أن مكملات فيتامين D قد تلعب دورًا في إبطاء عملية الشيخوخة من خلال تقليل فقدان التيلوميرات، وهي تسلسلات الحمض النووي التي تقصر تدريجيًا مع تقدم العمر وتُعد مؤشرًا بيولوجيًا هامًا للتقدم في السن. إلا أن التأثيرات الصحية الدقيقة لهذا الفيتامين لا تزال قيد البحث، وفقًا لما نقلته مجلة Scientific American.

    دور فيتامين D في مكافحة الشيخوخة

    لطالما وُصف فيتامين D بأنه مكمل سحري متعدد الفوائد، حيث ارتبط بتحسين صحة القلب، وتقوية العظام، وحتى الحماية من بعض أنواع السرطان. لكن دراسة عشوائية واسعة النطاق نُشرت في عام 2020 كشفت أن فوائده تتركز أساسًا في بعض المجالات المحددة، مثل تقليل أمراض المناعة الذاتية والسرطانات المتقدمة، بحسب ما أفادت به الدكتورة جوان مانسون، أستاذة الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد.

    وأوضحت مانسون أن هذه النتائج قد تُفسر كيف يمكن لفيتامين D أن يساهم في الوقاية من الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر، خصوصًا أنه يُعرف بقدرته على تقليل الالتهاب، وهو عامل رئيسي في العديد من هذه الأمراض.

    التيلوميرات: العدّاد البيولوجي للعمر

    في نواة كل خلية بشرية، توجد 46 كروموسومًا تحتوي على المادة الوراثية، وفي نهايات هذه الكروموسومات توجد التيلوميرات، التي تعمل كغطاء واقٍ للحمض النووي. كلما انقسمت الخلية، تقصر هذه التيلوميرات، حتى تصل إلى نقطة لا تعود فيها الخلايا قادرة على الانقسام، مما يؤدي إلى شيخوختها وموتها.

    وبحسب الباحث الأول في الدراسة، هايدونغ تشو، من كلية الطب بجامعة أوغوستا، فإن تناول مكملات فيتامين D قد يبطئ من عملية تقصّر التيلوميرات خلال فترة أربع سنوات، وهو ما قد يكون له تأثير في إبطاء مظاهر الشيخوخة على المستوى الخلوي.

    آراء متباينة وتحفظات علمية

    رغم النتائج الواعدة، إلا أن بعض العلماء يرون أن الأمر لا يزال بحاجة إلى مزيد من التحقق. فالدكتورة ماري أرمانيوس، أستاذة علم الأورام ومديرة مركز التيلوميرات في جامعة جونز هوبكنز، أكدت أن التيلوميرات لا تؤثر على الشيخوخة إلا في الحالات القصوى، وأن التغيرات التي لوحظت في الدراسة تقع ضمن النطاق الطبيعي للاختلافات بين البشر، ما يجعل من الصعب اعتبارها مؤثرة بشكل سريري ملموس.

    هل الإفراط في فيتامين D يضر؟

    ومن جهة أخرى، حذرت دراسة بريطانية أجريت على كبار السن من أن المستويات المرتفعة جدًا من فيتامين D قد تكون مرتبطة بتقصير التيلوميرات، مما يُشير إلى أن “الزيادة ليست دائمًا الأفضل”. ومع ذلك، أكدت مانسون أن الدراسة التي قادتها استخدمت جرعات معتدلة من فيتامين D، ما قد يفسر النتائج الإيجابية.

    ويعمل الباحثون حاليًا على تحليل بيانات أوسع شملت أكثر من 1000 مشارك لفهم تأثير فيتامين D على علامات أخرى للشيخوخة مثل مثيلة الحمض النووي، والتي ترتبط بتنظيم التعبير الجيني.

    توصيات مستقبلية أكثر دقة

    في ختام حديثها، شددت الباحثة مانسون على أن هذه النتائج تمثل خطوة نحو فهم أعمق للفئات التي قد تستفيد فعليًا من مكملات فيتامين D، مؤكدة أن التوصيات المستقبلية يجب ألا تعتمد على تعميمات، بل على تقييم دقيق لحاجة الأفراد، خاصة أولئك الأكثر عرضة لخطر الأمراض المزمنة المرتبطة بالشيخوخة.

    خلاصة: بينما تفتح الدراسات الجديدة آفاقًا واعدة حول دور فيتامين D في إبطاء علامات الشيخوخة، فإن العلماء يدعون إلى التروي، مؤكدين أن الاستفادة القصوى من هذه المكملات تعتمد على الاستخدام المدروس والموجه، وليس على التناول العشوائي أو الزائد.

    spot_imgspot_img