المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    إيران ترد على واشنطن: لا صحة لادعاءات تسليح اليمن والهدف تبرير الفوضى الأمريكية في المنطقة

    نفت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم، صحة الاتهامات الأمريكية التي...

    الصهيونية الأمريكية تحت مجهـر غريس هالسل

    منذ نشأة الكيان الصهيوني، لا تتوقف الكتابات والتحليلات عن...

    “قائد أنصار الله” يعلق على الأحداث في سوريا ويدعو الجولاني وجماعته الى (القيام بهذا الأمر)

    علق قائد حركة أنصار الله، السيد عبدالملك الحوثي، على مستجدات العدوان الإسرائيلي على سوريا، وتداعياته، مؤكدًا أن ما يجري هو محاولة ممنهجة من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة لفرض “معادلة الاستباحة” على الأمة، دون أن يكون لها حق الرد أو الرفض.

    وفي سياق التصعيد الإسرائيلي الأخير في دمشق، قال السيد الحوثي إن العدو الصهيوني يسعى إلى تثبيت معادلة الاستباحة دون ردة فعل، لا في سوريا فحسب، بل في عموم دول المنطقة، من خلال قصف متكرر، وتدخلات عسكرية مباشرة، وفرض واقع أمني في مناطق قريبة من العاصمة السورية.

    وأضاف أن ما تريده الولايات المتحدة و“إسرائيل” هو أن تقبل الأمة العربية والإسلامية أن تُستباح أرضها وكرامتها وسيادتها، وأن تذعن لواقع الاحتلال والهيمنة والظلم والجبروت، مشيرًا إلى أن هذه المعادلة هي جوهر المشروع الإسرائيلي في المنطقة، وأنها تخدم أهدافًا بعيدة المدى تتعلق بالسيطرة وتفكيك المجتمعات.

    سوريا.. أرض مستهدفة بغطاء أمني وطائفي

    وفي قراءة تحليلية للتطورات السورية، أكد السيد الحوثي أن العدو الإسرائيلي لا يكتفي بالقصف والتوسع، بل يسعى إلى فرض دور داخلي في الشأن السوري تحت ذريعة حماية الأقليات، وخصوصًا الطائفة الدرزية، مشيرًا إلى أن هذا التدخل يستند إلى استثمار إسرائيلي ذكي للسياسات الطائفية الخاطئة التي اتبعتها بعض الجماعات المسلحة خلال الأشهر الماضية.

    ودعا “السيد الحوثي” الجماعات المسلحة (في اشارة الى الجولاني وجماعته)  إلى مراجعة نهجها القائم على الانقسام المذهبي والمناطقي، معتبرًا أن مواصلة الخطاب الطائفي يُقدّم ذريعة مجانية للعدو الإسرائيلي للتمدد والتدخل، ويعمّق هشاشة الساحة السورية، محذرًا من الوقوع في فخ استغلال الأقليات لخدمة مشروع خارجي عدائي.

    وشدّد السيد الحوثي على أن العدو الإسرائيلي ليس ناصحًا لأحد، بل صانع للأزمات ومدير للفوضى، موضحًا أن استغلاله لمخاوف بعض المكونات داخل سوريا ليس إلا مدخلًا لفرض واقع تقسيمي يخدم أمنه ومصالحه.

    الخرائط تتغير والمعادلات تُفرَض

    وأوضح السيد الحوثي أن العدو يسعى إلى بسط سيطرة ميدانية واسعة تمتد إلى مشارف دمشق، تحت تصنيفات أمنية جديدة، مؤكدًا أن الاحتلال أنشأ أكثر من 8 قواعد عسكرية شمال القنيطرة، إلى جانب إنشاء ممر ترابي محصّن لربط تلك النقاط في مسار عسكري واضح.

    وأشار إلى أن الهدف الأبعد لهذا التمدد هو فرض سقف عام للعلاقات والتسليح والتوجهات داخل سوريا، بما يضمن مصالح العدو ويمنع أي تهديد مستقبلي له، ويضع البلاد بالكامل تحت رقابة وتوجيه إسرائيلي غير مباشر.

    مشروع استعباد إقليمي تحت غطاء الأمن

    في ختام خطابه، شدد السيد عبدالملك الحوثي على أن ما يجري في غزة وسوريا هو وجهان لمعادلة واحدة، تتأسس على القبول بالصمت، والرضا بالهيمنة، مؤكدًا أن ما يُراد للأمة هو أن تكون مستذلة، مستعبدة، ومقهورة بلا حق في المقاومة أو الرفض.

    وأكد أن الموقف الإيماني والسياسي الصحيح يقتضي التصدي لهذه المعادلة بكل أشكال المقاومة، مشيرًا إلى أن الأحداث تكشف بوضوح أن الكيان الإسرائيلي لا يتحرك دفاعًا عن الأقليات أو الاستقرار، بل يؤسس لمرحلة احتلال ناعم قائم على التذرع بالإنقاذ والحماية، وهو في الحقيقة مشروع تفكيك واستعباد.

    spot_imgspot_img