جدّد الشعب اليمني موقفه الراسخ والداعم للمقاومة الفلسطينية في وجه المشروع الصهيوأمريكي، عبر خروج جماهيري واسع شمل العاصمة صنعاء ومئات الساحات في مختلف المحافظات، في مشهد جماهيري غير مسبوق جسّد عمق الانتماء للقضية المركزية ووضوح الموقف السياسي والديني والأخلاقي.
المسيرات التي نُظمت تحت شعار “مستمرون في نصرة غزة ومواجهة الاستباحة الصهيونية للأمة”، عبّرت عن تصاعد حالة الوعي الجمعي الشعبي اليمني تجاه القضية الفلسطينية، وتأكيد اليمنيين أن موقفهم ليس جامدًا أو رمزيًا، بل متصاعد ومتجدد يتقدم مع تعاظم العدوان على غزة، ويرتقي بما يناسب حجم التحدي وخطورة المؤامرة.
توشحت الساحات بالأعلام اليمنية والفلسطينية، ورايات البراءة من المستكبرين، وصور الشهداء القادة من رموز محور المقاومة، وعلى رأسهم القائد الشهيد محمد الضيف، قائد كتائب القسام، الذي أحيا اليمنيون ذكراه الأولى، بالتأكيد أن رايته لم تسقط وستُحمل حتى تحرير الأرض والمقدسات.
ورددت الحشود في صنعاء وسائر المحافظات هتافات مدوية أكدت على الجهوزية الشعبية الكاملة للمواجهة، وعلى مواصلة الإسناد العسكري واللوجستي والدعوي والسياسي لغزة، كما رفعت شعارات تستنكر خنوع الأنظمة الرسمية في العالم العربي والإسلامي، وتدعو للانتفاض أمام جرائم الإبادة التي يرتكبها العدو الصهيوني يوميًا بحق الفلسطينيين.
كما تخللت الفعاليات الدعاء والاستغاثة لله بالنصر للمجاهدين والثبات للشعب الفلسطيني، فيما علت الأصوات بالتفويض الكامل لقائد أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في اتخاذ ما يراه من قرارات واستراتيجيات تعزز الردع وتوسع دائرة الضغط على العدو.
وفي بيان صادر عن المسيرات، جدد المشاركون تأكيدهم على استمرار الموقف اليمني الثابت والداعم لفلسطين ومقاومتها، ورفضهم لأي مساومة على الحقوق، مشددين أن العمليات البحرية والجوية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ستتواصل حتى كسر العدوان ورفع الحصار عن غزة.
البيان بارك نجاح العمليات العسكرية النوعية، التي أثبتت فاعلية القرار اليمني السيادي في إغلاق ميناء أم الرشراش وتقييد حركة الملاحة الإسرائيلية، ووجّه تحية إجلال للقائد الشهيد محمد الضيف، مؤكداً أن استشهاده مثل منارة ملهمة لكل أحرار الأمة.
ودعا البيان شعوب الأمة إلى التفاعل العملي مع معركة التحرير، والانخراط في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي في كل الجبهات، والاقتداء بنهج اليمن الذي استطاع مواجهة أعنف عدوان عالمي والرد بقوة وصبر وثبات.
وختم البيان بالتأكيد على أن اليمن – شعبًا وقيادة ومقاومة – سيظل رأس حربة محور المقاومة، وأن لا تراجع عن دعم فلسطين حتى كنس الاحتلال الصهيوني من كامل الأرض الفلسطينية، وأن زمن الانبطاح قد ولى، وباتت معادلات الردع تُرسم من صنعاء إلى غزة، ومن البحر الأحمر إلى عمق الأرض المحتلة.
