المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    المجاعة في غزة: سلاح إبادة بطيء يفتك بالمدنيين

    في المشهد القاتم الذي ترسمه آلة الحرب الإسرائيلية في...

    سقوط إيلات: كيف كشفت الضربات اليمنية الضعف البنيوي لـ”إسرائيل”؟

    في 20 تموز/ يوليو2025، أُعلن رسميًا إغلاق ميناء إيلات...

    حماس ترحب بالبيان الدولي المشترك الذي يدعو لوقف الحرب على غزة وتدعو لتحويله إلى خطوات عملية

    أعربت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن ترحيبها بالبيان المشترك...

    القوات اليمنية تعلن استهداف 5 مواقع للعدو الإسرائيلي رداً على مجازر غزة وعدوان الحديدة

    أعلنت القوات المسلحة اليمنية، اليوم الاثنين، تنفيذ عملية عسكرية...

    تفاصيل محاولة تخريب “سفينة حنظلة” قبيل انطلاقها نحو غزة

    في تطور خطير يعكس حجم التحديات التي تواجهها الجهود الشعبية والحقوقية لكسر الحصار عن قطاع غزة، تعرضت سفينة “حنظلة”، اليوم الأحد، لعملية تخريب ممنهجة قبيل انطلاقها من ميناء غاليبولي الإيطالي باتجاه المياه الدولية، وذلك ضمن رحلتها الإنسانية الهادفة إلى إيصال مساعدات رمزية إلى سكان القطاع المحاصر.

    ووفقًا لمصادر مطلعة، تم اكتشاف حبل ملفوف حول مراوح المحرك في محاولة واضحة لتعطيل حركة السفينة، كما تم سكب مادة كيميائية حارقة يُعتقد أنها حمض الكبريتيك داخل خزان المياه المخصص لاستخدام الطاقم في الشرب والاستحمام، ما تسبب بإصابات مباشرة بين أفراد الطاقم. وقد آثرت الجهات المنظمة تأجيل الإعلان عن هذه الاعتداءات حتى مغادرة السفينة للمياه الإيطالية حفاظًا على سلامة الطاقم وضمان استمرار المهمة.

    السفينة، التي تنظمها اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، العضو في تحالف “أسطول الحرية”، بدأت مرحلتها الأخيرة باتجاه القطاع، حاملة على متنها كميات رمزية من الأدوية، حليب الأطفال، وبعض الألعاب، لكنها قبل ذلك تحمل رسالة قوية موجهة إلى العالم مفادها أن الحصار على غزة جريمة مستمرة في ظل صمت دولي وعجز أممي مريب.

    وقد أكدت اللجنة امتلاكها تسجيلات مصورة توثق المتورطين في عملية التخريب، داعية إلى فتح تحقيق عاجل في الحادث ومحاسبة جميع المتورطين، لا سيما أن هذه الأعمال تندرج ضمن محاولات واضحة لترهيب النشطاء وثنيهم عن أداء واجبهم الإنساني والأخلاقي تجاه أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في القطاع.

    وفي السياق نفسه، أصدرت مؤسسات فلسطينية ناشطة في أوروبا بيانًا مشتركًا أدانت فيه الاعتداء على “حنظلة”، محملة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا الاستهداف، ومؤكدة أن هذا الهجوم يمثل “جريمة حرب” تستهدف تقويض المبادرات الإنسانية وتكشف مجددًا مدى وحشية الاحتلال وتجاهله للقانون الدولي.

    المؤسسات الحقوقية اعتبرت السفينة “حنظلة” نموذجًا حيًا لـالضمير العالمي المتضامن مع شعب غزة، ودعت إلى تشكيل أسطول شعبي وحقوقي واسع من مختلف دول العالم لكسر الحصار، مشددة على أن الرد على هذه الجريمة يجب أن يكون بتحرك واسع النطاق على المستويين الحقوقي والسياسي، وبتكثيف الجهود الدولية لحماية النشطاء وتوفير ممر بحري آمن للسفن المتجهة إلى القطاع.

    سفينة “حنظلة” التي سُميت تيمناً بالشخصية الرمزية التي ابتكرها رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، ليست مجرد قارب صغير، بل “رسالة صمود عالمية” في وجه الاحتلال والخذلان الدولي، “صرخة حرة” تنطلق من عرض البحر لتقول إن صوت الضمير لا يُخمد، وإن الحصار مهما طال مصيره أن يُكسر.

    spot_imgspot_img