الرئيسية أخبار وتقارير غزة تموت جوعًا.. والأطفال يسقطون من الإعياء في الشوارع

غزة تموت جوعًا.. والأطفال يسقطون من الإعياء في الشوارع

في مشهد يعيد إلى الأذهان أسوأ كوارث القرن، يموت الأطفال في غزة ببطء، بينما تسجل منظمات أممية حالات إغماء جماعي في الشوارع نتيجة الجوع، وتصف الوضع هناك بأنه “كارثة إنسانية غير مسبوقة“.

وسط تحذيرات متصاعدة من خطر المجاعة الشاملة، تؤكد تقارير صادرة عن الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة أن سكان القطاع يواجهون انعدامًا شبه كامل للغذاء، مع مشاهد مروعة لأمهات وأطفال يسقطون أرضًا أمام مراكز توزيع المساعدات التي تحوّلت إلى “نقاط موت” بفعل القصف أو التفريق القسري من قوات الاحتلال.

ووثقت وكالة الأونروا أن حالات الإغماء بسبب الجوع أصبحت مشهداً يومياً، لاسيما في شمال غزة، حيث يفترش الناس الأرض بحثًا عن لقمة تسد الرمق، في حين تصف منظمة الصحة العالمية الجوع في غزة بأنه “سلاح قاتل” حصد أرواح العشرات من الأطفال.

وتشير البيانات إلى أن أكثر من 90% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد، دون توفر العلاج الغذائي المناسب، وقد توفي الرضيع يحيى فادي النجار نتيجة الجوع داخل القطاع المحاصر، في حادثة باتت تتكرر دون توقف.

وفي تقرير صادم، وصف مسؤولون إنسانيون الوضع بأنه “انهيار كامل لأنظمة الغذاء والصحة والمياه“، فيما قالت منظمة اليونيسيف إن غزة أصبحت “أخطر مكان على وجه الأرض للأطفال“، حيث يموت الصغار يوميًا من الهزال والجوع البطيء.

وقد أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من مليون إنسان في غزة معرضون لخطر المجاعة، في وقت يُمنع فيه إدخال المساعدات الإنسانية الكافية رغم النداءات الدولية المتكررة لفتح المعابر وتأمين الممرات.

وتتحدث منظمات الإغاثة الدولية عن “نقص كارثي” في المواد الأساسية، مثل الطحين والحليب والزيت، ما أجبر العديد من العائلات على تناول الحشائش أو مياه غير صالحة للبقاء على قيد الحياة.

ويقول مسؤولون إن المساعدات لا تصل إلى المناطق المنكوبة، خصوصًا في شمال القطاع، بسبب العمليات العسكرية والقيود الإسرائيلية، ما يجعل كل محاولة لتوزيع الطعام أو الدواء محفوفة بالخطر، ويزيد من معاناة الأهالي والنازحين.

وفي ظل هذا المشهد القاتم، تتعالى أصوات الأمهات في مراكز الإيواء، وهن يصرخن طلبًا لإنقاذ أبنائهن من الموت البطيء، بينما يبقى المجتمع الدولي في حالة شلل وتخاذل أمام واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.

غزة اليوم لا تطلب سوى الحياة. فهل يستيقظ الضمير العالمي قبل فوات الأوان؟

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version