الرئيسية زوايا وآراء مرتزقة الساحل ومسرحية السفينة المفضوحة

مرتزقة الساحل ومسرحية السفينة المفضوحة

مخجل حال مرتزقة العدوان في الساحل الغربي وهم يحاولون عبثا البحث عن إنجازات وانتصارات وبطولات خارقة للعادة قاموا باجتراحها في زمن باتت الهزائم والانتكاسات والخيبات ديدنهم ولسان حالهم وواقعهم المعاش، يكذبون كما يتنفسون، والمشكلة أنهم يصدقون أكاذيبهم ويتفننون في الترويج والتسويق لها بلا حياء أو خجل، حتى صارت المسألة بالنسبة لهم أشبه بحالة الإدمان .

آخر إنجازات مرتزقة الساحل الغربي السرابية تلك التي تحدثت عن قيام ما يسمونها بقوات المقاومة بالساحل الغربي التي يقودها المرتزق العميل طارق عفاش بضبط سفينة صغيرة في ميناء المخا على متنها أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى الحوثيين حد زعمهم، الخبر المشبع بالكذب المعسبل تعمد المخرج المنفذ له تصوير العلم الإيراني على متن القارب أو السفينة الصغيرة وزعموا أنها تحمل ما يزيد على 750طناً من الأسلحة، وأن سعرها يصل إلى نصف مليار دولار، وأنها تضم كميات من رؤوس صواريخ، ومناظير ليلية، وذخائر، وصواريخ مضادة للطيران، وصواريخ بحرية، وطائرات مسيرة، وغيرها من الهرطقات والخزعبلات التي تفضح زيف وكذب هؤلاء الأفاكين الذين أدمنوا الكذب .

فهل يعقل أن تأتي إيران بهذه الكمية المزعومة على متن هذه السفينة الصغيرة وهي ترفع العلم الإيراني؟! وكيف تمكنت تلكم السفينة من تجاوز الدول التي أبحرت عبر مياهها الإقليمية؟!! وهل يعقل أن تتحمل تلكم السفينة بحجمها الصغير جدا تلكم الكمية الكبيرة جدا والتي لا طاقة لها بحملها على الإطلاق، وهل يعي طارق عفاش وزمرته بأن إيران على الأقل في هذا التوقيت مشغولة بقضاياها الداخلية وملفاتها الخاصة التي تجعل من المستحيل قيامها بخطوة كهذه، في وقت تدرك أن كل الأعين عليها، ولا يمكن أن تقدم على ذلك، رغم إدراك هؤلاء الأوغاد أن اليمن بات يمتلك من القدرات والخبرات في مجال التصنيع الحربي ما يؤهله للمنافسة بين الدول المصنعة للأسلحة بشهادة الأمريكي، من غرس في أوساط العربان الكراهية لإيران بهدف حرف الأنظار عن العدو الصهيوني، العدو الحقيقي للعرب والمسلمين ولكل الأحرار في العالم .

الأمريكي الذي سارع لمباركة هذا الإنجاز السرابي الوهمي، يدرك جيدا سخف وعبط مرتزقة الساحل الغربي، ويسعى من وراء ذلك لتأجيج الأوضاع في اليمن والتغطية على شحنات الأسلحة الأمريكية والإسرائيلية التي تتدفق على المخا والخوخة ضمن مخطط تسليح مرتزقة الساحل الموالين لدويلة الإمارات، والمضحك هو توالي التبريكات والتهاني من قبل بريطانيا وفرنسا وحتى الكيان الصهيوني على هذا الإنجاز الوهمي، والاحتفاء به وجعله مادة للدعاية والترويج الإعلامي، ظنا منهم أن مثل هكذا مسرحية هزلية ستؤثر سلبا على موقف اليمن الداعم والمساند لغزة، وأن مثل هذه أكاذيب ستفت في عضد اليمنيين، أو تشكك في قدراتهم وإمكانياتهم المبهرة في مجال التصنيع الحربي التي شهد لها بذلك العدو قبل الصديق.

من حق اليمن أن يحصل على السلاح من أي دولة في العالم، من إيران أو من روسيا أو من الصين أو من غيرها من الدول، حالها حال غيرها من الدول، ولكن و في ظل العدوان والحصار المفروض على بلادنا، ونتيجة للسياسة الحكيمة للقيادة الوطنية الفذة، كان خيار الاعتماد على الكفاءات والعقول اليمنية للولوج في مجال التصنيع الحربي، لمواجهة العدوان الغاشم والحد من تداعيات الحصار الجائر، ونتيجة للتوكل والاعتماد على الله، وثمرة للقيادة الحكيمة، وترجمة للتوجهات الوطنية التي تصب في جانب الاكتفاء الذاتي والاعتماد على النفس، أثمر كل ذلك عن تطور نوعي يمني غير مسبوق في مجال التصنيع الحربي، صواريخ فرط صوتية، وصواريخ بالستية مختلفة، وطائرات مسيرة متنوعة، تفوقت على أحدث المنظومات الاعتراضية الأمريكية والإسرائيلية، وهو الأمر الذي شكل صدمة شديدة للمرتزقة الذين دأبوا على التقليل من شأنها والتشكيك في هويتها اليمانية، والعزف على وتر ( الأسلحة الإيرانية ) رغم كل أنساق التفتيش والرقابة الأممية وغيرها المفروضة على السفن التي تصل إلى موانئ الحديدة .

خلاصة الخلاصة .. مسرحية السفينة وشحنة الأسلحة الإيرانية المزعومة فضيحة جديدة تضاف إلى سلسلة فضائح المرتزقة التي لا نهاية لها والتي تشبه إلى حد كبير المسلسلات المكسيكية، وما دام فلسطين 2 الفرط صوتي وذو الفقار البالستي وباب المندب البحري، وبقية تشكيلة الصواريخ اليمنية، ويافا المسيرة وبقية أخواتها في سلاح الجو المسير اليمني حاضرة في ميدان المواجهة وحاضرة بكل قوة في معادلة الردع فلا قلق بإذن الله، ولن نحتاج لإيران ولا لأسلحتها ولا لغيرها من الدول، توكلنا واعتمادنا على الله أولا وأخيرا، و لدينا من الأسلحة والذحائر اليمنية الهوى والهوية ما يمكننا للصمود والثبات والمواجهة لسنوات قادمة، وما دامت العقول اليمنية في وحدة التصنيع الحربي تعمل ليلا ونهارا على صناعة وتطوير وتحديث الترسانة المسلحة للقوات المسلحة اليمنية فإن القادم يحمل معه الكثير من المفاجآت الكفيلة بردع وتأديب الأعداء، ووضع نهاية لأكاذيب وأراجيف وادعاءات المرتزقة.
والعاقبة للمتقين .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عبد الفتاح البنوس

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version