الرئيسية زوايا وآراء “إسرائيل” في المخا برعاية إماراتية

“إسرائيل” في المخا برعاية إماراتية

لا يزال الساحل الغربي اليمني جزئياً تحت الاحتلال الإماراتي الذي تم بين عامي 2017 و2018 وعبر أرخص فئات من المرتزقة اليمنيين حينها، ومنذ ذلك التاريخ تحولت مدينة المخا إلى قاعدة لتأمين الملاحة الصهيو-أمريكية من جهة، ومحطة استخباراتية لضرب الداخل اليمني، وعبر مجاميع من أرخص الجواسيس ممن وفرهم الخائن طارق عفاش، سليل أقذر عائلة حكمت البلاد واستباحت ثرواتها وسيادتها على مدى عقود.

مؤخرأً، تناقلت وسائل إعلام ومصادر محلية وصول وفود عسكرية بجنسيات مختلفة إلى الساحل الغربي، في تأكيدٍ على أن المؤامرة مستمرة وأن الصهاينة يسعون لتحقيق اختراقات أمنية في الداخل اليمني، باختصار نحن أمام إعلان عن بدء مرحلة جديدة من الاحتلال الصامت يتسلل تحت غطاء “الخبراء”، وينتشر بصمت عبر أجهزة تجسس، ومراكز تدريب، واتفاقيات سرية مع مليشيات ممولة.

ما كان لهذه الخطوة أن تتم لولا الرعاية الإماراتية التي تمهد للصهاينة الطريق في مشهد يعكس عمق الخاينة للأمة الإسلامية وقضيتها المحورية، فمنذ سنوات، تعمل أبوظبي على إعادة تشكيل الخارطة الجغرافية اليمنية بما يخدم مصالح خارجية، وأولها الكيان الإسرائيلي. السيطرة على الساحل الغربي، وإنشاء قواعد عسكرية، وإنشاء مليشيات خارج سلطة الدولة، لم يكن هدفه النهائي السيطرة على اليمن فحسب، بل جعله قاعدة متقدمة للكيان الصهيوني في قلب البحر الأحمر.

الخطر في وجود هؤلاء الخبراء ليس مجرد دلالة سياسية، بل أثر مباشر على معادلات الأمن في المنطقة كلها. فمن المخا، يمكن لـ”إسرائيل” أن تراقب حركة الملاحة في باب المندب، وأن تتابع تحركات القوات المسلحة اليمنية الداعمة لغزة، وستتحرك لاحقاً تحت عناوين وطنية لا أساس لها من الصحة، كما هو حال الخونة في كل زمانٍ ومكان، وقد يفاقم ذلك الحصار الاقتصادي القائم منذ أكثر من عشر سنوات على الشعب اليمني.

الأخطر من ذلك أن المشروع الصهيوني لا يدخل أرضًا دون أن يسعى لتغيير هويتها، والتلاعب بتركيبتها الاجتماعية، وبث الفتن داخل نسيجها، كما فعل في فلسطين والعراق وسيناء. وهكذا سيحاول في اليمن: تفتيت المجتمعات الساحلية، خلق كيانات عميلة، تجنيد ضعاف النفوس، وتسويق الاحتلال كتحرير، والتطبيع كخلاص.

إن ما يحدث في المخا لا يمكن فصله عن ما يحدث في القدس وغزة وسيناء، فالمعركة واحدة، والعدو واحد، وإن تنوعت أدواته. ومن يظن أن وجود الصهاينة في اليمن هو شأناً يمنيًا داخليًا، فهو لم يفهم بعد أن المشروع الصهيوني لا يعترف بالحدود، وأنه ما دخل أرضًا إلا وابتلعها، وإن لم يجد مقاومة حقيقية، تمده الأرض بأخواتها.

أما عن خيارات الشعب اليمني في مواجهة التواجد الصهيونية على أرضه فكثيرة جداً، تبدأ بالتحرك الميداني لتحرير الساحل الغربي من دنس الاحتلال وأدواته الرخيصة، وقطع يد “إسرائيل” نهائياً من التلعب في البلاد، إضافة إلى توجيه البندقية في نحر العدو الإماراتي وضرب ملاحته وسفنه، وكذلك قصف موانئه ومصالحه الاقتصادية، فالإمارات هشة جداً وكسرها سهل، واليمن اليوم غير يمن 2015، ومن يجرؤ على ضرب الكيان فلن يعجز عن ضرب عملائه، وعلى حكام أبوظبي تدارك الأمر قبل زوال سلطانهم.

وإذا كانت المخا اليوم ترزح تحت وطأة الاحتلال، فإن تحريرها ليس خيارًا مؤجلًا، بل ضرورة وطنية عاجلة. وعلى اليمنيين أن يتخذوا قرارهم: طرد الصهاينة من المخا، وتصفية أدواتهم، بدءًا بطارق عفاش وانتهاءً بكل مرتزق يرهن البلاد للمحتل. كما أن ضرب الإمارات في موانئها ومصالحها يجب أن يكون أولوية لا تقبل التأجيل، فهي اليوم المموّل الرسمي للاحتلال في اليمن والمنطقة، وتكلفة بقائها يجب أن تكون باهظة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد محسن الجوهري

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version