دخلت العمليات اليمنية الداعمة لغزة، اليوم الاثنين، مرحلة جديدة ومتطورة مع إعلان القوات اليمنية تصعيدها إلى المرحلة الرابعة في حملتها البحرية. هذا التطور جاء في وقت عبّر فيه التحالف الثلاثي في البحر الأحمر عن قلقه المتزايد إزاء هذا التصعيد، الذي يعكس تصاعدًا ملحوظًا في جهود اليمن لدعم المقاومة الفلسطينية ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي في ممرات الملاحة الحيوية.
وأفردت وسائل إعلام عبرية وبريطانية وأمريكية مساحة واسعة لاستعراض تداعيات العمليات اليمنية وتحديدا البحرية منها.
في إسرائيل، ركزت وسائل الإعلام العبرية على تداعيات اغلاق ميناء ايلات والتحول في سير العمليات البحرية لليمن وصولا إلى الهندي وخليج عدن وبحر العرب وما تسبب به من ارباك للعمليات البحرية المتجهة إلى موانئ الاحتلال ومستقبلها في ضوء فشل محاولات احتوائها عسكريا.
أما في بريطانيا، فقد ركزت وسائل إعلام أبرزها صحيفة “نيويورك صن” على تبعات اخفاق الحلفاء “أمريكا – بريطانيا” في مواجهة أصعب اختبار في البحر الأحمر.
وفي أمريكا خصصت أيضا وسائل اعلام مساحة للحديث عن تطورات العمليات البحرية في اليمن وأبعاد وتعقيداتها ومستقبل الملاحة في ضوء فرض أمر واقع جديد.
ومع أن اليمن تشن منذ نوفمبر من العام 2023 عمليات اسناد غزة وصلت حد اغراق سفن متورطة مع الاحتلال الإسرائيلي واحراق أخرى الا ان تسليط هذه الوسائل الضوء على العمليات يتزامن مع اعلان القوات اليمنية مرحلة جديدة من التصعيد البحري وهو ما يعكس، وفق خبراء، حجم المخاوف من العمليات المرتقبة والتي قد تأخذ أبعاد واشكال جديدة.
ما المفاجأت التي قد تقدمها اليمن خلال المرحلة الجديدة؟
في نوفمبر من العام 2023 اطلقت اليمن رسميا باكورة اسناد غزة مع بدء العدوان الإسرائيلي الواسع، بدأت بنداءات للسفن والنصح قبل فرض امر واقع جديد يتمثل باعتراضها واحتجازها او اغراقها.
وعلى مدى اكثر من عام من الاسناد رفعت اليمن مستوى عملياتها إلى المرحلة الخامسة، لكن تلك المراحل ظلت العمليات فيها شاملة، وكشفت خلالها أنواع متعددة من الأسلحة البحرية والجوية كأنواع جديدة من الطائرات المسيرة بعيدة المدى والصواريخ الفرط صوتية إضافة إلى زوارق مسيرة وغواصات.
هذا التطور بالعمليات كما ونوعا ساهم بشكل كبير بإطباق الحصار على الاحتلال بحرا مع اغلاقه ميناء ايلات وجو مع وضع مطار اللد “بن غوريون” كهدف للصواريخ المتكررة ما حد من نشاطه بصورة كبيرة تجاوزت وفق تقارير عبرية 70%.
اليوم وبعد نحو عامين من الصمود والمواجهة اليمني واشتداد العدوان والمجاعة التي يفرضها الاحتلال على غزة، تعلن القوات اليمنية مرحلة تصعيد جديدة هدفها اطباق الحصار البحري كليا على الاحتلال وهذا لن يقتصر على ميناء ايلات بل سيشمل موانئ الاحتلال كافة على البحر الأبيض المتوسط التي سبق لليمن استهدافها خلال المراحل السابقة، لكن مالذي يمكن لليمن فعله؟
حتى الآن تذهب التحليلات والتسريبات في صنعاء نحو توسيع رقعة استهداف السفن بما في ذلك التابعة لدول عربية وإسلامية تحاول اظهار عما لغزة علنيا وكسر الحصار على الاحتلال سرا، لكن المؤكد ان العمليات المقبلة ستشمل دخول أسلحة جديدة وستتسع معها رقعة المواجهات خارج ممرات المنطقة وقد تظهر اليمن أيضا مفاجأت جديدة كما برزت خلال الفترة الأخيرة من المواجهة سواء على صعيد نوعية السفن المستهدفة او الأسلحة المستخدمة.