مع دخول هدنة غزة المزعومة يومها الثاني، تتكشف المزيد من الحقائق حول الأهداف والدوافع، فهي وفق ما يتحدث به الاحتلال ليست اكثر من مناورة في وجه العالم والوقائع على الأرض تشير إلى انها ليت اكثر من دعاية.
حتى بعد مرور نحو 48 ساعة على اعلان الاحتلال هدنة من جانب واحد تتضمن وقف اطلاق النار وفتح مسارات لدخول الأغذية ناهيك عن اعلان دول عربية تنفيذ عمليات انزال جوي للمساعدات، تؤكد الصور والتقارير من غزة بأن الوضع مرعب جدا.
فعلي صعيد ضحايا التجويع، سجل استشهاد 8 اشخاص بينهم أطفال ونساء في عموم مستشفيات غزة، بينما بدأت مستشفيات تتحدث عن انهيار الأطباء جراء الجوع وفشل تأمين وجبات لهم. اما على صعيد طالبي المساعدات فقد سجل حصيلة جديدة بالعشرات جراء اطلاق قوات الاحتلال المدعومة أمريكا النار على تجمع قرب مراكز التوزيع.
اما المشاهد القادمة من مناطق الانزال، فتظهر جانب اخر من الرعب، حيث يتقاتل الناس على بضعة كيلو من الدقيق انزلته طائرات شحن اردنية او إماراتية وتناثر بالجو وما وصل للناس لا يتجاوز حملة شاحنتين، وفق المكتب الحكومي.
لا شيء ينبئ بوقف مجزرة جديدة بداها الاحتلال قبل اشهر بمنع دخول الغذاء والوقود وهدفها قتل نحو مليوني انسان، وباستثناء الصور التي يبثها الاحتلال من معبر كرم أبو سالم حيث يخزن عشرات الالاف من أطنان الغذاء والأخيرة الواردة من معبر رفح حيث تتجمع الالاف الشاحنات، لم تظهر صورة واحدة على دخول شاحنات او توزيع مواد غذائية على المحتاجين في القطاع.
بالنسبة للاحتلال، لا يخفي قاداته الهدف من اعلان الهدنة دون تحقيقها، فهي كما يقول رئيس الاحتلال لمواجهة الضغوط الإعلامية والغربية بينما يبدو نتنياهو اكثر صراحة وهو يحاول نفي وجود مجاعة ويهاجم الأمم المتحدة مع تمسكه بإبادة سكان القطاع، فالا لا يتعلق بإنهاء الحصار كما يقول وزير المالية الإسرائيلي سموترتش بل استراتيجية تتعلق بالهدن الهادفة لإضفاء شرعية دولية على استمرار الجرائم والتنكيل بمن تبقى من السكان.
كان الحصار، وفق ما ترويه صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية نقلا عن مسؤولين، واحدة من أوراق تنفيذ الاجندة بغزة، لكن وقد استنفدت وفشل الاحتلال بتحقيق أهدافه عبرها يحاول الان تجديد مساراتها عبر فتح ما يصفها بمناطق إنسانية في الطرف الجنوبي من رفح مع تشديد وتيرة قصفه على بقية مناطق غزة على امل ان يحقق بذلك ما عجزت قواته في تحقيقه على الأرض.