فند رئيس وكالة الأنباء اليمنية نصر الدين عامر المغالطات التي تضمنها فيلم وثائقي بثته قناة “العربية” عن أحداث ديسمبر 2017 في صنعاء، وكشف عن تفاصيل جديدة تؤكد امتلاك أنصار الله معلومات استخباراتية دقيقة عن مخطط الرئيس السابق علي عبدالله صالح (عفاش) للتعاون مع العدوان وخيانته للتحالف مع أنصار الله.
كشف المغالطات ورواية متناقضة
أكد عامر أن الفيلم الوثائقي قدم رواية متناقضة وكاذبة، حيث ظل النظام السعودي والإماراتي يقدم روايات متناقضة لسنوات طويلة حول أحداث ديسمبر 2017، مدعياً أن عفاش “قتل في بيته” بينما يعترف الآن بجزء من الحقيقة في إطار “تصفية الحسابات الداخلية” بين أفراد أسرة عفاش والتحالف السعودي-الإماراتي.
وقال عامر: “هم في الفيلم هذا ضربوا سردية ورواية قدموها لسنوات طويلة انه قتل في بيته، والآن انقلبوا على هذه الرواية وأكدوا ما قلناه حينها على لسان إبنه وحارسه الشخصي”.
تفاصيل المخطط الذي فشل في أغسطس 2017
كشف نصر الدين عامر لأول مرة أن المخطط الأصلي لعفاش كان من المقرر تنفيذه في أغسطس 2017، بمناسبة ذكرى تأسيس حزب المؤتمر، وليس في ديسمبر كما حدث لاحقاً.
وقال: “في جزئيه من الفيلم زعموا أن الأحداث كانت مفاجئة لهم ولم يسعوا للقتال، وفي لحظه أخرى يعترفون ان الحشود في أغسطس في ذكرى ما يسمى ذكرى تأسيس المؤتمر كانت تنتظر بدء مخطط الفتنة”.
وأوضح أن المخطط فشل في أغسطس لأن أنصار الله كانوا على علم به وأنهم أوصلوا رسالة لعفاش بالحذر من إقدامه على مخطط الفتنة: “كان لدينا معلومات وكنا مستعدين لذلك وأخبرناه بذلك، الأمر الذي أحبطه ولم يعد قادر أن يلغي الاحتفال، حيث كان يراهن على عنصر المباغتة لكن عندما شعر بانه لم يعد هناك عنصر المباغتة واننا مستعدين واننا علمنا بانه يخطط لهذا الشيء، توقف حينها”.
اختراق أنصار الله للمخطط بالكامل
كشف عامر أن الأجهزة الأمنية كانت تمتلك معلومات تفصيلية ودقيقة جداً عن مخطط عفاش، تفوق حتى المعلومات التي كان يملكها عفاش نفسه، نتيجة لفساد نظامه.
وقال: “فعلا كانت المعلومات التي لدينا اكثر دقة من المعلومات التي لدى صالح مع عفاش… كنا نتعامل وكانت القيادة تتواصل مع الناس والرئيس كان يتواصل مع المشائخ وكان يتواصل معهم”.
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية كانت تعرف حتى “كل المخازن وكل الاستعدادات بالتفاصيل بالأسماء بالمواقع حتى بالصور”، وكانت تقدم هذه المعلومات إلى قيادات المؤتمر والمشايخ المشاركين في التحالف معهم ومجلس حكماء اليمن.
وكشف نصر الدين عامر عن فساد أتباع عفاش حينها وقال أن الأجهزة الأمنية كانت مطلعة على فساد المحيطين به “كانوا يقدموا كشوفات وأسماء وهمية في مقرات لزيادة مصاريفهم أحياناً قدموا قوائم من 400 اسم فيما هي أقل 20 اسم، قتلهم فسادهم.
لقاءات مع المشايخ وفضح الخيانة مسبقاً
كشف عامر لأول مرة عن لقاءات سرية جمعت قيادات أنصار الله مع مشايخ وقيادات المؤتمر قبل الأحداث، حيث تم تقديم أدلة على خيانة عفاش.
وقال: “الأجهزة الأمنية والعسكرية أعطت تفاصيل كامله، فكان بعض هؤلاء القيادات من المؤتمر وبعض القيادات المشائخ القبائل كان يقول هذا غير صحيح هذا اتهام باطل، لكن هؤلاء المشايخ والقيادات عندما رأوا بالصور بالوثائق بهتوا وسكتوا”.
وأضاف أن القيادة لأنصار الله كانت تتبع سياسة المصارحة مع هؤلاء القيادات، مستشهداً بالآية قرآنية: “وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ” (سورة الأنفال، الآية 58).
الحقيقة تتجلى مع مرور الوقت
اختتم نصر الدين عامر حديثه بالإشارة إلى أن الحقيقة تتجلى مع مرور الوقت، وأن الأيام تثبت صدق رواية أنصار الله وكذب الروايات التي يقدمها النظام السعودي والإماراتي.
وقال: “دائما في اليمن والحمد لله خلال الأحداث والسنوات الماضية كلها دائما يصِلوا إلى السردية الذي نقدمها والى الحقيقة وان انكروها لسنوات طويلة جدا… في نهاية المطاف الان اعترفوا ولكن اعترفوا بجزء”.
وأكد أن “الواقع سيفضح كما وعد الله سبحانه وتعالى وعد بانه سيخزي الكاذبين والمنافقين”.