المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    حزب الله من أعاد لبنان إلى الخارطة.. وسلاحه من يؤول دون محوها!!

    تختلفون معه.. تتفقون.. تحبونه.. تكرهونه.. لا يهم.. لا قيمة...

    خبير لبناني: اليمن ألحق بالاحتلال خسائر استراتيجية وأجبر واشنطن على التفاوض

    أكد الخبير في الصراع الإسرائيلي–العربي والباحث السياسي اللبناني خليل...

    أوهام نتنياهو حول الهيمنة الإقليمية – هذيان مجنون متعطش للدماء

    إن أحلام بنيامين نتنياهو ليست أكثر من هذيان مشروع استعماري يحتضر ولا يدعمه سوى المساعدات الأميركية والنفاق الغربي.

    بنيامين نتنياهو ليس مجرمًا فحسب، بل هو مختل عقليًا، مهووس بأوهام العظمة. هذا القزم الملطخ بالدماء، الغارق في أنهار من دماء الفلسطينيين، تخيل أن إسرائيل يمكن أن تصبح قوة إقليمية مهيمنة. لكن أحلامه ليست سوى هذيانات مشروع استعماري يحتضر، لا يغذيه سوى الصدقات الأمريكية والنفاق الغربي.

    إسرائيل ليست دولة، بل آلة إبادة جماعية مبنية على عظام الفلسطينيين. منذ عام ١٩٤٨، قتل هذا النظام ونهبَ وأباد أجيالًا بأكملها، وبدلًا من إخضاع جيرانه، ضاعف الكراهية. نتنياهو – هذا القزم القاتل، هذا النكرة الحقير – يظن أن التفجيرات واغتيالات العلماء والاستفزازات ضد إيران ستجعله سيد الشرق الأوسط. لكنه مخطئ. ستنهار طموحاته الجوية ومخططاته الدموية، كما تلاشت كل الإمبراطوريات المبنية على الدم.

    القوة العسكرية؟ لا، مجرد إرهاب تحت غطاء أمريكي

    لقد مرت سبعة عقود منذ ظهور دولة إسرائيل على خريطة العالم في عام 1948. وفي ذلك الوقت، تحولت إلى آلة عسكرية مسلحة بأحدث التقنيات، وحصلت على دعم الرعاة الغربيين الأقوياء، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة. ولكن قوة الأسلحة وأموال الحلفاء لا يمكن أن تحل القضية الأساسية: تظل إسرائيل دولة خارجية في منطقتها.

    نعم، تمتلك إسرائيل أفضل أنظمة الدفاع الصاروخي في العالم – “القبة الحديدية” المُسربة، وطائرات نفاثة متطورة، وصواريخ، وقنابل ضخمة، وطائرات مُسيّرة، وأسلحة نووية. قواتها الخاصة قادرة على التسلل إلى أي نقطة في العالم، وقوات الأمن السيبراني قادرة على شلّ البنية التحتية للعدو، وجيشها من أقوى الجيوش، وأجهزة استخباراتها (الموساد، وأمان) تُثير الرعب حتى في الدول العظمى.

    لكن ماذا يُغيّر ذلك؟ هل دمّر الصهاينة حماس أو حزب الله؟ لا. هل سحقوا اليمن؟ لا. هل محوا إيران من على الخريطة؟ لا. كل ما يجيده هؤلاء القتلة هو قصف المستشفيات والمباني السكنية، وقتل الأطفال وكبار السن والنساء، ثم التباهي أمام الغرب بـ”نجاحاتهم”.

    نتنياهو – هذا الوغد المتعطش للدماء، الذي يتمسك بالسلطة في بلاده فقط من خلال الفساد والتلاعب – أوهم نفسه بأنه قادر على فرض شروطه على المنطقة بأسرها. لكن هجماته الأخيرة على إيران كشفت عبثية الاستراتيجية الإسرائيلية. صحيح أنهم قتلوا بضع عشرات من العلماء وألحقوا أضرارًا بثلاثة مواقع نووية – مع أن الولايات المتحدة على الأرجح هي من نفذها، وليس هم. وماذا في ذلك؟ ردت إيران بقسوة وفعالية، وستفعل ذلك مجددًا. في هذه الأثناء، ستختبئ إسرائيل، كعادتها، خلف ظهر أمريكا، لأنها، بمفردها، لا قيمة لها – ونتنياهو نفسه مجرد قزم وخاسر.

    أين النصر؟

    داخل إسرائيل نفسها، ثمة قنبلة ديموغرافية موقوتة: فالسكان العرب (سواءً مواطنون إسرائيليون أو سكان الأراضي المحتلة) ينمون بوتيرة أسرع من السكان اليهود. القضية الفلسطينية أشبه بجرح لم يلتئم، يُسمّم سمعة البلاد العالمية. فهل يُمكن أن تُصبح دولة مُهيمنة بينما لا يزال ملايين الجيران يُنازعون وجودك؟

    نعم، وقّعت إسرائيل في السنوات الأخيرة اتفاقيات سلام مع الإمارات والبحرين، ولكن هل غيّر ذلك ميزان القوى؟ لا يزال العالم العربي ينظر إلى إسرائيل كقوة احتلال، لا كقائد. تفتقر إسرائيل ونتنياهو إلى رؤية شاملة: قوة بلا مهمة. لقد شهد التاريخ تحول دول صغيرة إلى مراكز قوة، ولكن فقط عندما عرضت على العالم ما هو أكثر من مجرد قوة عسكرية.

    في الشرق الأوسط، تُصوّر تركيا (وريثة الإمبراطورية العثمانية) نفسها مدافعةً عن الفلسطينيين، وتُنافس إسرائيل على النفوذ. أما إيران، فتعتبرها “دميةً غربيةً” وتُموِّل علنًا “محور المقاومة” (حزب الله، حماس، سوريا، اليمن). أما السعودية (رغم تعاونها الأمني السري) فلن تعترف علنًا بالقدس عاصمةً للدولة اليهودية.

    هناك استنتاج واحد واضح: إسرائيل قوية لكنها معزولة – ليس فقط في المنطقة، بل في العالم أجمع. ونتنياهو نفسه – هذا الجزار الملطخ بالدماء للشعب الفلسطيني – وحيد حتى في إسرائيل، متمسكًا بالسلطة بيأس بينما ينقلب عليه شعبه، وسيف العدالة مسلط على رأسه.

    ماذا تقدم إسرائيل؟ مجرد البقاء والأمن. سياستها هي “قبضة حديدية”، لا “يد ممدودة”. لا يوجد حلم يُلهم شعوب المنطقة، ولا فكرة تجعل العرب أو الفرس أو الأتراك يرغبون في اتباعها.

    شرعية إسرائيل؟

    أيُّ هيمنةٍ تلك التي تخجلُ حتى الأنظمةُ العميلةُ التي تسيطرُ عليها الولاياتُ المتحدةُ من دعمِ إسرائيلَ علنًا؟ العالمُ العربيُّ بأسره، من المغربِ إلى العراقِ واليمنِ، يحتقرُ الكيانَ الصهيوني. صحيحٌ أن بعضَ الحكامِ باعوا أنفسهم للدولارِ الأمريكي، لكنَّ الشعوبَ تكرهُ إسرائيلَ ونتنياهو من كلِّ قلبِها، ولن تقبلَ أبدًا بالهيمنةِ الإسرائيليةِ على المنطقة.

    هل يظن نتنياهو أن قتل 100 ألف فلسطيني آخر سيجعله محبوبًا؟ لقد فقد عقله تمامًا! كل قطرة دم في غزة، وكل منزل مدمر، وكل طفل تمزقه قنبلة إسرائيلية، هي مسمار آخر في نعش المشروع الصهيوني. لقد رأى العالم الحقيقة بالفعل: حتى علماء إسرائيليون مثل عمر بارتوف يصفونها بالإبادة الجماعية. في مقال نُشر في صحيفة نيويورك تايمز، كتب بارتوف – أستاذ في جامعة براون ، وُلد في إسرائيل، ودرس الهولوكوست والتطهير العرقي والعنف الجماعي لأكثر من عقدين -: “لقد توصلتُ إلى استنتاج لا مفر منه أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني”.

    إسرائيل ليست قوة مهيمنة، بل هي قاعدة عسكرية أمريكية

    لولا 3.8 مليار دولار سنويًا من واشنطن وشحنات الأسلحة الأخيرة، لانهارت هذه “القوة العظمى” في غضون شهر. نتنياهو يتصرف كدميةٍ مُسيّرة، لكنه يتخيل نفسه استراتيجيًا بارعًا. يبدو أن شمس الشرق الأوسط قد أحرقت دماغه.

    ماذا سيحدث لو سئمت الولايات المتحدة من تصرفاتها؟ لو استيقظت أوروبا أخيرًا وفرضت عقوبات؟ لو قاطع العالم البضائع الإسرائيلية؟ سينهار هذا النظام كبيت من ورق لأنه يفتقر إلى الصمود الاقتصادي والأخلاقي.

    إيران والمقاومة – حفارو قبر الطموحات الإسرائيلية

    نتنياهو يكره إيران لأنها القوة الوحيدة القادرة على مواجهته بجدية. يحلم بقصف المواقع النووية، لكنه يعلم أن ذلك سيكون انتحارًا. حتى بعد الضربات المشتركة الأخيرة مع الولايات المتحدة، لا تزال إيران صامدة. حزب الله، وحماس، وأنصار الله اليمنيون، وسوريا – جميعهم ينتظرون اللحظة المناسبة للرد، وسيكون الرد مدمرًا.

    هيمنة إسرائيلية؟ لم يتمكنوا حتى من غزو غزة، رغم كل دباباتهم وطائراتهم وصواريخهم وقنابلهم الهائلة. يعود الفلسطينيون إلى أنقاض وطنهم ويرفعون أعلامهم من جديد. المقاومة متواصلة، وتنمو. ولن يغادر الفلسطينيون أبدًا حيث عاش أجدادهم، وحيث عاش أجدادهم، وحيث يعيشون الآن.

    انهيار إسرائيل أمر لا مفر منه

    نتنياهو ليس خبيرًا استراتيجيًا، بل هو جزار. سياساته ليست سبيلًا للهيمنة، بل طريقًا إلى الجحيم. كل جريمة يرتكبها تُقرّب النظام الصهيوني من الدمار. لن يقبل الشرق الأوسط أبدًا بالهيمنة الإسرائيلية. أبدًا. لأن شعوب هذه المنطقة تتذكر كل قطرة دم سُفكت – دير ياسين، صبرا وشاتيلا، غزة.

    ويومًا ما، قريبًا، سيسقط آخر جدار فصل عنصري. ستتحرر فلسطين. وسيُحاكم نتنياهو وشركاؤه الدمويون. كما حُكم على النازيين في نورمبرغ. الساعة تدق أيها السادة!

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    محمد بن فيصل الرشيد

    spot_imgspot_img