قالت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها يوم الجمعة، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تواصل دفع غزة نحو التدمير الكامل، في ظل حرب مستمرة على القطاع تسببت بمأساة إنسانية غير مسبوقة.
وأعلن مكتب نتنياهو، فجر الجمعة، أن المجلس الوزاري المصغر وافق على مقترح السيطرة على مدينة غزة ضمن خطة أوسع لاحتلال القطاع بالكامل.
وأضافت الصحيفة أن خطة نتنياهو – المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب في غزة – مبنية على اعتبارات شخصية وأسس أيديولوجية ومسيانية وقومية. وأكدت ضرورة تحرك المجتمع الدولي والمجتمع الإسرائيلي، مشددة على أنه “لا ينبغي الصمت أو الاستسلام أمام هذا الكابوس”.
وأشارت هآرتس إلى أن قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي سيكون بمثابة حلقة إضافية في سلسلة من الاحتلال والدمار والتجويع والتهجير القسري لعشرات آلاف الفلسطينيين، وأنها حولت المدنيين والأسرى الإسرائيليين إلى “أضرار جانبية” في حربها.
وفي مواجهة هذه الأوضاع، وقّع أكثر من ألفي فنان وشخصية ثقافية إسرائيلية على عريضة بعنوان “أوقفوا الرعب في غزة”، طالبوا فيها بإنهاء الحرب والتأكيد على أن إيذاء المدنيين الأبرياء خطأ لا يجوز السكوت عليه، وفق الافتتاحية.
وذكرت الصحيفة أن هذه المبادرة قوبلت بحملة ممنهجة شنها وزراء في حكومة الاحتلال الإسرائيلي ونشطاء من اليمين المتطرف ضد الموقعين، حيث حُرم بعضهم من فرص عمل فنية بذريعة التحريض ضد الجيش الإسرائيلي.
ولفتت هآرتس إلى أن بعض الموقعين انسحبوا تحت ضغوط التهديدات، ما يعكس قوة الرقابة الرسمية وغير الرسمية في إسرائيل، وحالة الانقسام الاجتماعي العميقة التي تعيشها.
وأشارت إلى أن بيانات حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفسها تظهر أن كمية المساعدات التي تصل إلى غزة أقل بكثير من مستويات الكفاف، محذرة من أن الخطة التي يقودها نتنياهو لن تدمر غزة فقط، بل ستهدد أيضاً الأسس الأخلاقية للاحتلال، وتزيد من عزلته الدولية وسط تنديدات عالمية بالحرب.
وشددت الصحيفة على ضرورة دعم الحركات المعارضة للحرب والمناهضة للجرائم المرتكبة ضد المدنيين، بما يشمل الأكاديميين والمنظمات غير الحكومية وحتى بعض أفراد الجيش، معتبرة أن ذلك يعكس وجود مقاومة مهمة ضد سياسة العنف.
واختتمت هآرتس بدعوة جميع الإسرائيليين إلى التعبير بصوت واضح ضد استمرار الحرب والتدمير، معتبرة الصمت في هذا الظرف استسلاماً للكارثة التي تتوالى على المنطقة والفلسطينيين.
