المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    صاروخ يمني يهزّ العمق الإسرائيلي ويُربك منظومة “القبة الحديدية”

    في تطورٍ مفاجئ، أطلقت القوات المسلحة اليمنية، مساء اليوم،...

    5 أخطاء تحول الشاي إلى سم

    يعتبر الشاي مشروبا صحيا وعطريا، اعتاد الكثيرون على شربه...

    طبيبة تكشف أسباب تساقط الشعر وتحذر من العلاج الذاتي

    تشير الدكتورة يلينا سيوراكشينا، أخصائية الشعر والتغذية والغدد الصماء،...

    نصيحة من ChatGPT تُدخل رجلا المستشفى بأعراض نفسية حادة

    تسبّب اعتماد رجل على نصيحة غذائية من ChatGPT في...

    عملاء “إسرائيل” في اليمن

    في منتصف العام 2010، أي بعد الحرب السادسة وقبل أحداث الربيع العربي، التقت قيادات قبلية وحزبية من محافظة صعدة وحزب الإصلاح بممثلين عن الموساد الإسرائيلي في أحد الفنادق بمدينة شرم الشيخ المصرية، وكان ذلك اللقاء هو الأول من نوعه بعيداً عن الجانب الرسمي اليمني ممثلاً آنذاك بنظام علي عبدالله صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام.

    كان أغلب الشخصيات القبلية من محافظة صعدة والمديريات المحيطة بها من المحافظات الأخرى، وفي اللقاء كشف ممثلو الموساد أن الواقع في اليمن قد تغير ولا بد من مواكبة عملية لذلك، فالحكومة اليمنية أثبتت فشلها في مواجهة “الحوثيين” ولم يعد الجيش اليمني، والجانب الرسمي عموماً، مؤهلاً للقيام بالمَهمَّة، وعوضاً عنهم سيتم توظيف الجانب الشعبي لمواجهة ما يصفونة بــ”الدعوة الحوثية” المعادية للسامية.

    وعليه فإن الدور سيقع على كاهل أولئك المشايخ ومعهم حزب الإصلاح، حتى يبدو الصراع وكأنه بين المجتمع اليمني الرافض للحوثيين الذين يجب تصويرهم بصيغة عدائية وكأنهم مخلوقات فضائية جاءات من كواكب أخرى، وقد التزم الجميع بالتوجيهات الإسرائيلية بلا استثناء، وكان مما أُبلغوا به أن الخارطة في المنطقة ستتغير وأن على الجميع مواكبة التغيير، وهو الأمر الذي لم تستوعبه العقول الصغيرة لبعض الخونة المحليين.

    وللعلم، كان من بين الحاضرين الشيخ فيصل مناع وعثمان مجلي وصغير بن عزيز وآخرون، إضافة إلى ممثلين عن حزب الإصلاح والبعض منهم كانوا من شيوخ القبائل في محافظة عمران، وقد باشروا جميعاً تنفيذ التوجيهات الإسرائيلية فور عودتهم إلى اليمن، باستثناء الشيخ فيصل مناع الذي تفاجأ بأن المؤامرة باتت مفضوحة لدى الأنصار وأن عليه أن يُراجع نفسه وأن ينكفأ بعيداً عن الخونة الآخرين، خاصةً وأنها صارت حديث الجميع بفضل إعلام الشارع الذي عممها على كل مرئى في المحافظة.

    أما المغفلون الآخرون من الخونة فقد انخرطوا في المشروع الصهيوني وعملوا على زعزعة الأوضاع في صعدة وسفيان، لكن الوعي المجتمعي كان كفيلاً بإفشال مخططاتهم فتهاووا الواحد تلو الآخر، ولم يٌكتب للمشروع الصهيوني النجاح على المستوى الشعبي، كما أن دوافع عملائهم باتت مكشوفة للجميع ولا مجال أن يتعاطف الشارع اليمني المسلم مع دعاة التصهين، سواءً تحت راية الوطنية أو الدين، كما تفعل الوهابية وجماعة الإخوان.

    ومما زاد الأمور تعقيداً بالنسبة للخونة هي أحداث ثورة الشباب 2011، والتي مضت بخلاف ما خُطط لها، واتضح أن المشايخ المناهضون لأنصار الله، خاصة الصغيرين مجلي وبن عزيز، لا يمثلون أي ثقل على الأرض بدون حماية الدولة، ولذلك فروا سريعاً من المشهد بطريقة مهينة يعرفها الجميع من أبناء مناطقهم.

    وإذا تأملنا في واقع الصراع، فإن أي صراع مناهض للمشروع القرآني هو صهيوني بامتياز، فلا فرق بين تصريحاتهم وتصريحات الصهاينة، فالشعارات واحدة والمواقف هي نفسها، وقد وجد الكيان في مرتزقة اليمن المطية الأسهل والأرخص على الإطلاق، لكن رخصهم ذلك نابعٌ من انعدام قيمتهم على الأرض، سيما وأن الأمور قد اتضحت للجميع بعد أن فضحت غزة كل المواقف وأسقطت كل الأقنعة، فالصراع من البداية كان بين معسكرين، حق وباطل، ومن لم يكن من المرتزقة على علاقة مباشرة مع الكيان الصهيوني، فإنه على علاقة مع وكلائه في الرياض وأبوظبي، وهما النظامان المساندان لتل أبيب في كل إجرامها بحق الشعب الفلسطيني المسلم في غزة وسائر أحرار الأمة.

    ولذا فإن الحجة قائمة على الجميع، ولا حياد في هذه المعركة، وبات من الواجب أن يتحرك كل الشرفاء لمواجهة المرتزقة وتصعيدهم القادم خدمةً لـ”إسرائيل”، كما لا ننسى أن قيادات من الكيان تشرف بنفسها على تجهيز المرتزقة ومخططاتهم اليهودية، ولكن لن ينتصر مثل هؤلاء على أمة تعشق الشهادة وتجاهد في سبيل الله ونصرة المستضعفين والقادم خير شاهدٍ بإذن الله.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    محمد محسن الجوهري

    spot_imgspot_img