جدد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تمسكه بما يسميه “رؤية إسرائيل الكبرى”، معتبراً نفسه في “مهمة تاريخية وروحية” تستهدف السيطرة على فلسطين وأجزاء من الأردن ولبنان وسوريا ومصر.
وفي مقابلة مع قناة i24 العبرية، قال نتنياهو إنه يؤدي “مهمة أجيال” نيابة عن الشعب اليهودي، مشيراً إلى أن “الصفقة الجزئية” بشأن غزة انتهت، وأنه يسعى لإنهاء الحرب وفق شروط الاحتلال واستعادة جميع الأسرى. وأضاف: “هناك تحفظات عليّ من اليسار واليمين، لكن أنا من يقرر، وكل قرار اتخذته كان صحيحاً”.
عاصفة إدانات عربية
وقوبلت تصريحات نتنياهو بسيل من الإدانات العربية الرسمية، إذ أصدرت اليمن والسعودية وقطر والأردن ومصر، إضافة إلى جامعة الدول العربية، بيانات شديدة اللهجة وصفت هذه المزاعم بأنها “اعتداء سافر على سيادة الدول العربية” وتهديد للأمن والاستقرار الإقليمي.
وحذرت وزارة الخارجية اليمنية في صنعاء، من أن ما عبر عنه نتنياهو ليس مجرد خطاب سياسي، بل إعلان نوايا توسعية تتجاوز فلسطين إلى دول عربية أخرى، معتبرة أن المشروع الصهيوني “أضغاث أحلام” ستتحطم أمام صمود المقاومة.
ودعت الخارجية اليمنية إلى مراجعة المواقف العربية وتوحيد البوصلة نحو العدو الحقيقي. وأكدت أن المقاومة الفلسطينية هي خط الدفاع الأول عن الأمة، مشيدة بتغير المزاج الدولي تجاه الاحتلال، وداعية لفرض عقوبات على قادته ووقف توريد الأسلحة وكسر حصار غزة.
بدورها، أدانت السعودية “بأشد العبارات” ما وصفته بالأفكار والمشاريع الاستيطانية والتوسعية، محذرة من أن استمرار الاحتلال في انتهاكاته يقوض أسس الشرعية الدولية.
ورأت قطر في أن التصريحات امتداداً لـ”نهج الغطرسة وتأجيج الصراعات”، وشددت على ضرورة تضامن المجتمع الدولي لردع هذه الاستفزازات.
ووصفت الأردن التصريحات بـ“تصعيد استفزازي خطير”، مؤكداً أن هذه الأوهام لن تنال من حقوق الشعب الفلسطيني ولا من سيادة الدول العربية.
فيما طالبت مصر بإيضاحات رسمية، معتبرة أن هذه التوجهات ترفض خيار السلام وتصر على التصعيد.
هذا واعتبرت جامعة الدول العربية الأمر “استباحة للسيادة العربية وتهديداً خطيراً للأمن القومي العربي الجماعي”، ودعت مجلس الأمن للتحرك.
غضب عربي من الصمت المصري
هذا وفجّر غياب الرد الرسمي المصري على تصريحات نتنياهو حول مشروع “إسرائيل الكبرى” موجة غضب عارمة على منصات التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات للحكومة بالصمت “المخزي” والتواطؤ مع مخطط الاحتلال الذي يستهدف أراضي مصر والعالم العربي.
ووصف ناشطون الصمت المصري بأنه “إشارة رضى” و”تواطؤ مع الاحتلال”، مؤكدين أن ما يحدث هو “تمهيد لاحتلال مصر” وتصفية للقضية الفلسطينية. وكتب آخرون أن “التطبيع أعمى النظام المصري عن الخطر الوجودي الذي يهدد المنطقة”.
وتساءل السياسي الفلسطيني مصطفى البرغوثي عبر منصة “إكس” بالقول: “ماذا ستقول الدول العربية إزاء إعلان نتنياهو أنه في مهمة لإنشاء إسرائيل الكبرى؟”.
فيما تحدى الإعلامي حفيظ دراجي الحكومات بقوله: “فردّوها عليه إن استطعتم، يا من فضلتم التطبيع على الدفاع عن حقوقكم.”، أما الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل فكتب: “السفاح يتحدث عن إسرائيل الكبرى… وإعلام السامسونج صامت.”
ويأتي هذا الغضب في وقت يحذر فيه مراقبون من أن استمرار الصمت العربي قد يفتح الباب أمام تل أبيب لفرض وقائع جديدة على الأرض، ما ينذر بتغييرات جذرية في الجغرافيا السياسية للمنطقة.