الرئيسية زوايا وآراء حكام السعودية والإمارات والأردن يواصلون فتح الجسر البري للعدو الاسرائيلي، ويمنعون وصول...

حكام السعودية والإمارات والأردن يواصلون فتح الجسر البري للعدو الاسرائيلي، ويمنعون وصول الرغيف والماء والدواء الى قطاع غزة !!!

لو قرئ هذا العنوان اعلاه على شخص مصاب بعاهة الهبل، او انه مصاب بنقص بالنمو العقلي والذهني لافاق من هول الصدمة من محتوى العنوان اعلاه !!!

وببساطة شديدة فان العنوان اعلاه يحكي القصة السهلة والسردية الحزينة التي لو رويت لاخرين في زمان غير زماننا، ولأمم لا تشبهنا، وبلغة غير لغتنا، ستحدث صدمة مروعة لرواية من اعظم الروايات التراجيدية في الحياة، وستعتبر بمثابة اكبر فضيحة اخلاقية وانسانية مروية تحدث في التاريخ البشري برمته، والتي سنقوم بسردها وروايتها في السطور الاتية:

حكام وسلطات السعودية والامارات والاردن، هم عرب اقحاح كما يدعون، ومسلمون ومن طائفة السنة الكريمة كما يروجون من على منابرهم، ومن قنواتهم ووسائل اعلامهم ليل نهار، معذرة للقراء الكرام لترديدي مسمى طائفة السنة، لسبب بسيط ساتناوله في متن المقالة؛ للتدليل على ديماغوجية فكر الاسلام السياسي وادعاءاته، وسبب ايرادنا هذه التعابير والمصطلحات وجيه، هو لان جهابذة فقهاء ووعاظ هذا المذهب في البلدان اعلاه، وهم العاملون الجيدون الموظفون لدى دوائر الـ CIA، ومعظم دوائر الاستخبارات في العواصم الاوروبية الغربية؟ ويخدمون جميعا المخابرات الصهيونية الموساد، جميعهم يجيشون المنابر، وكل وسائل الاعلام لديهم، يرددون ليل نهار بانهم سيخدمون، وسيناصرون، وسينتصرون بالتحديد لجميع المظلومين والمضطهدين من طائفة السنة الكريمة من حول العالم.

نعم كان هؤلاء القادة العرب، او العربان السنة الخلايجة يناصرون، ويمولون بالمال والسلاح، وحتى الافراد لحركة المجاهدين الافغانية في نهاية سبعينيات القرن العشرين، وكذلك يدعمون الجمعية الاسلامية الافغانية، والحزب الاسلامي الافغاني، وحركة الثورة الاسلامية الافغانية، ومجموعات من قبائل الهزارة، وبعدهم جاء سيل حركة طالبان الافغانية، وتنظيم القاعدة بقيادة الشيخ / اسامة بن لادن في افغانستان؛ لمحاربة الجيش الاحمر السوفيتي الشيوعي.. هذا التجييش جاء بنداء، او ربما بامر بات من قبل الرئيس الامريكي / جيمي كارتر يومذاك، ويناصرون المقاتلين المتمردين الشيشان من المسلمين السنة من جماعة / جوهر دوداييف، واصلان مسخادوف، وشامل باساييف؛ لانهم يقاتلون ضد الحكومة الروسية الشيوعية في موسكو.

كما كانوا يناصرون حركات التمرد الصينية من المسلمين الصينيين الايجور السنية ضد الحكومة الصينية في بكين، وناصروا حركات التمرد والمقاومة الاسلامية في القارة الاوروبية، وتحديدا في منطقة البلقان المدعومة من قبل امريكا USA، وحلف شمال الاطلسي الناتو ضد الحكومة المركزية في جمهورية يوغسلافيا الاشتراكية ذات الميول السلافية المركزية اليسارية، نعم ناصروهم بالمال والسلاح والمقاتلين حتى تم تمزيق الدولة اليوغسلافية، واصبحت بموجب الدعم العربي السني اكثر من دولة وقطر.

ومازلنا نتذكر في مطلع تسعينيات القرن العشرين جماعة ابي سياف الفلبيني الجهادي الاسلامي السني المتخرج من جامعة ام القرى السعودية والذي حمل راية الجهاد لقيام دولة اسلامية سنية في الفلبين، وقد تم دعمه ماليا وعسكريا وحتى بالمجاهدين العرب من قبل المملكة السعودية، وبقية الحكام الخلايجة في المنطقة، ودعمهم لها من منطلق اسلامي سني بحت كما يروجون، كما يتذكر الرأي العام العربي مصطلح العشرية السوداء في جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية، كيف دعم الخلايجة المقاتلين الارهابيين الجزائريين؛ مما دفع الشعب الجزائري الشقيق ثمنا باهظا من خيرة ابنائه، ومواطنيه وخيراته، كل ذلك؛ لان السلف الصالح من الخلايجة تظاهروا بدعم دولة اسلامية جزائرية سنية.

كل ذلك التاريخ العسكري الامني الدعوي العاصف من قارة اسيا الى قارة اوروبا، وحتى القارة الافريقية، قد رفع الحكام السعوديون والخلايجة راية دعم الاسلام السني في العالم، ناهيكم عن بناء المساجد، والجوامع، والمدارس الجهادية في العالم؛ لنصرة الاسلام، والمسلمين السنة على وجه الخصوص.. هذه الرؤية – التي عملوا عليها، واسسوا تلك الجماعات الجهادية الارهابية المقاتلة بالعديد من مسمياتها وفروعها – تم التأسيس لكل تلك التشكيلات القتالية من دوائرهم الاستخبارية وباشراف تنفيذي من حركة الاخوان المسلمين في العالم.

وحينما قامت حركة المقاومة الاسلامية والوطنية الفلسطينية، من حماس والجهاد، وكتائب شهداء الاقصى، كتائب الشهيد ابو علي مصطفى، كتائب المقاومة الفلسطينية، كتائب الوية الناصر صلاح الدين، كتائب الانصار، وبقية المقاومين الفلسطينيين، وهم بالمناسبة جميعهم عرب مسلمون سنة اقحاح 100%، قاموا بعمل فدائي مقاوم بطولي في تاريخ 7 / اكتوبر / 2023 م، واخترقوا السياج الفاصل بين قطاع غزة، والاراضي الفلسطينية المحتلة (سياج وغلاف غزة، كما يسميها الصهاينة في وسائل اعلامهم)، وسموها طوفان الاقصى المبارك، وكسروا، وهشموا سمعة الجيش الاسرائيلي الذي يقال عنه الجيش الذي لا يقهر، ومزقوا وحداته الامنية والاستخبارية، وجعلوها اضحوكة العالم، ومصدر تندر عليه.

ومن تلك اللحظة المباركة، هبت حركة المقاومة العربية الاسلامية في كل من الجمهورية اليمنية من العاصمة صنعاء، ومن لبنان المقاوم، ومن العراق المقاوم، ومن جمهورية ايران الاسلامية بقيادة روحية وسياسية، وعسكرية موحدة، وبحاضنة شعبية جماهيرية مقاومة، هبت جميعها لنصرة المقاومين الفلسطينيين ان كانوا اسلاميين، ام علمانيين، ام كانوا وطنيين قوميين، وبدون تمييز؛ باعتبارهم مقاومين فلسطينيين احرارا فحسب.

لكن، وفي هذه اللحظات التاريخية المباركة من تاريخ امتنا العربية والاسلامية، استشاط النظام العربي الرسمي من المحيط الى الخليج غضبا وتنديدا، واستنكارا بما قامت به المقاومة الفلسطينية السنية، واعتبروه جريمة في حق كيان اسرائيل الصهيوني.

كيف يمكن للرأي العام العربي والاسلامي ان يفسر موقف حكوماتهم، وحكامهم، ومفكريهم، ومثقفيهم، وفقهائهم، ومنظريهم؟

كيف ستغفر الشعوب العربية والاسلامية لهؤلاء النخب الثقافية والسياسية، والفكرية في بلدانهم من جاكرتا شرقا، وحتى كازابلانكا غربا؟

كيف سيغفر الشعب الحجازي والنجدي لحكومتهم السعودية العميلة للامريكان قيامهم بعدوان عسكري وحشي على الشعب اليمني الجار الشقيق لهم بتشكيل تحالف معاد للعاصمة صنعاء، مكون من مشيخة الامارات العربية المتحدة ودول خليجية مضافة فائضة المال والثروة والبذخ، قاموا بحربهم القذرة على الشعب اليمني لمدة تتجاوز عشرة اعوام التي ما تزال حتى اللحظة، ولم يقدموا للفلسطينيين المحاصرين الجوعى العطشى، والمرضى ما يلزم لانقاذ حياة الفلسطينيين المسلمين السنة برغم كل مناشدات، ومناداة الاحرار من جميع ارجاء العالم، كيف كيف كيف؟

لكنها يا للحسرة والوجع الانساني فان ما يحدث امام الرأي العام الاسلامي والعالمي هو الحقيقة المرة، والفضيحة البشعة التي يسطر فصولها الحكام، والملوك والامراء العرب المسلمون من طائفة السنة المباركة.. لكن السؤال المتراكم كيف يحدث ذلك امام مرأى ومسمع الطبقة الحاكمة في الممالك الصحراوية للسعودي والاماراتي والاردني، وجميعها عربية مسلمة سنية بالشكل والاعلان اللفظي؟؟؟

نكتب مقالتنا هذه في يوم السبت وبتاريخ 9 / اغسطس / 2025 م، واهلنا الفلسطينيون في قطاع غزة يموتون بالالاف اسبوعيا جراء رصاص المجرمين الاسرائيليين القتلة، وجراء حصارهم، ومنع الغذاء، والماء؟ والدواء عليهم في ذات اللحظة، ونحن ما زلنا نسطر اسطر مقالتنا هذه، تنقل الشاحنات والقاطرات الحديثة التابعة لمشيخة الامارات العربية، والمملكة السعودية؟ والمملكة الاردنية الهاشمية، تنقل جميع احتياجات الجنود الاسرائيليين من المواد الغذائية الطازجة، والمياه العذبة والايسكريم المثلج، تنقل لهم على مدار الساعة الى الاراضي الفلسطينية المحتلة؛ كي ينعم المستوطن الاسرائيلي، وجنودهم القتلة بحياة طبيعية مرفهة رغدة، بينما يحرم اهلنا بغزة من طحين الرغيف، وشربة نظيفة، وحبة دواء منقذة لحياة الجائعين والمرضى، هكذا هي رغبة، ونفسية، واخلاق وثقافة الحاكم العربي الخليجي المسلم السني، قبحهم الله واخزاهم في الدنيا والاخرة !!!

ما يحدث من حصار، وقتل، وتجويع وبالالاف من الاطفال، والنساء لاهلنا الفلسطينيين في قطاع غزة، هو وصمة عار على جبين الانسانية جمعاء، ولكنه اكثر فضاعة وسقوطا اخلاقيا، وفضيحة مدوية للدول الغربية الاطلسية تحديدا التي شدقت طيلة ماضيها بانهم من صنعوا، وثبتوا المبادئ، والقيم والاخلاق الانسانية للمجتمع البشري، ويناضلون؛ من اجل تثبيت حقوق الانسان، وحقوق الطفل، وحقوق المرأة، يرددون اقوالهم في وسائل اعلامهم، وعلى الاقل بعد الحرب العالمية الثانية، لكنهم لم يفعلوا شيئا تجاه ما تقترفه الايادي الاثمة المجرمة للعصابات النازية الصهيونية الاسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني الاعزل المظلوم.

وفوق كل ذي علم عليم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عضو المجلس السياسي الأعلى
أ . د / عبدالعزيز صالح بن حبتور

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version