خاص
أكد السيد عبدالملك الحوثي في كلمته الأخيرة اليوم الخميس، على خطورة التطورات في غزة وفلسطين عمومًا، مشددًا على أن العدوان الإسرائيلي المستمر بشراكة أمريكية يمثل إبادة جماعية متكاملة تشمل الأطفال والنساء والنازحين، مستعرضًا أبرز الأبعاد الإنسانية والاستراتيجية للصراع.
وأوضح الحوثي أن أكثر من 3500 شهيد وجريح سقطوا خلال الأسبوع الأخير نتيجة هجمات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى التجويع المتعمد، الاستهداف المباشر للأطفال، ومجازر ضد النازحين أثناء محاولاتهم تلقي المساعدات.
وأشار إلى أن استهداف الإعلاميين يهدف إلى حجب الحقيقة عن العالم، مؤكّدًا أن الجرائم تتجاوز كل القيم الإنسانية والدينية.
وشدد على ضرورة ترسيخ قدسية المسجد الأقصى في وعي الأمة، محذرًا من التفريط في المقدسات تحت ضغوط الاحتلال الإسرائيلي أو السياسات الغربية والعربية.
وانتقد رفع العلم الإسرائيلي في باحات الأقصى وتهجير المقدسيين وهدم منازلهم، واصفًا ذلك بمخطط تهويد ممنهج.
وأفاد السيد الحوثي بأن العدو الإسرائيلي نفذ أكثر من 61 عملية تدمير و170 مداهمة خلال الأسبوع الأخير، مستهدفًا المخيمات الكبرى في طولكرم وجنين ونور شمس، ضمن مخطط تهجير قسري شامل وتدمير للبنية التحتية.
وأشاد الحوثي بـ المقاومة الفلسطينية وعمليات كتائب القسام وسرايا القدس والفصائل الأخرى، من قنص وتدمير آليات وقصف تجمعات العدو، مؤكدًا أن التنسيق بين الفصائل يمثل عنصر قوة استراتيجي.
وأشار إلى الاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب السوري رغم الاتفاقيات مع الجماعات المسيطرة، مؤكّدًا رغبة الاحتلال في السيطرة المباشرة على المناطق الجنوبية.
وانتقد موقف الحكومة اللبنانية، معتبرًا تبنيها للورقة الأمريكية/الإسرائيلية خيانة واضحة للسيادة اللبنانية، بينما المقاومة اللبنانية تبقى الضمانة الحقيقية للأمن والاستقلال.
ودعا إلى تحرك جماعي ضاغط ضد إسرائيل وأمريكا، مشيرًا إلى أن تعليق بعض الدول الغربية لإمداد إسرائيل بالسلاح لا يكفي.
وحذر من خطر السلاح الإسرائيلي على الأمن الإقليمي والعالمي، مؤكدًا أن المشكلة ليست مقاومة الأمة بل امتلاك العدو للسلاح.
وشدد على أن العبودية السياسية أمام إسرائيل وأمريكا تمثل الخطر الأكبر، وأن التجاهل أو قبول الصورة الإيجابية التي يقدمها العدو خطأ استراتيجي.
ودعا العلماء والمثقفين إلى تعزيز الوعي الديني والسياسي وحماية المقدسات، ورفض كل أشكال التعاون مع إسرائيل بما في ذلك من قبل السلطة الفلسطينية، التي وصفها بأنها متواطئة في بعض العمليات ضد الفلسطينيين.
وسلط الضوء على قرار صندوق الثروة السيادي النرويجي وقف استثماراته في إسرائيل احتجاجًا على العدوان على غزة، واعتبرها خطوة إيجابية تستحق الحذو.
فيما أشار إلى التناقض بين موقف النرويج ومواقف بعض الدول العربية، مستذكرًا أن مصر تتجه لعقد أكبر صفقة غاز مع إسرائيل، في حين تنقل السعودية السلاح للعدو، في مشهد وصفه بالمؤسف والمخالف لمصالح الأمة.
ورأى الحوثي أن الحكومات العربية هبطت إلى مستوى يخول فيه العدو السيطرة والتأثير، متسائلًا عن دور الجامعة العربية مقارنة بالإجراءات التي تتخذها بعض الدول الأجنبية للحد من التعاون مع إسرائيل لأسباب سياسية وإنسانية.
وأكد أن أي دعم رسمي لإسرائيل أو نقل أسلحة لها يُعد مشاركة في الجرائم وخيانة واضحة للأمة، داعيًا إلى وعي شعبي وسياسي لمواجهة هذه السياسات الرسمية المخالفة لمصالح الأمة.