الرئيسية زوايا وآراء مازوخية عفاش وسادية حزب الإصلاح

مازوخية عفاش وسادية حزب الإصلاح

المازوخية هي نوع من الشذوذ النفسي يستمتع فيه المريض بالتعذيب ويحترم من يعمل على إهانته وإذلاله، وعكس ذلك يُسمى “سادية”، وهي أن يستمتع المريض بتعذيب الآخرين، وهذه الحالة لازمت علي عفاش خلال فترة حكمه، وكان يتعامل بإذلال وإهانة مع مناصرين ومن يحترمونه فيما يخنع بشكلٍ كلي لكل من ينظر إليه نظرة دونية ولا يعطيه أي اهتمام.

ومن يتأمل تاريخ عفاش يتأكد فعلاً من إصابته بذلك النوع من الشذوذ النفسي، فهو لا يحفظ عهداً لكل من يثق به، ولا يحفظ ود من يأتمنه، ولعل أبرز ضحاياه الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي الذي رفع من مكانة عفاش فرد له ذلك بالغدر والمشاركة في تصفيته لصالح أطراف معادية لليمن.

وكذلك مع الرئيس الشهيد صالح الصماد، فقد كان أول زعيمٍ سياسي يتعامل مع عفاش باحترام منذ أحداث فبراير 2011، وكلنا نتذكر تلك المرحلة التي عانى فيها عفاش طويلاً من كثرة الإهانة والمطالبة بتصفيته، وكان المفترض منه أن يبادل مشاعر الاحترام بالاحترام مع الشهيد الصماد، لكن ثقافته الشخصية ترى بأن الاحترام ضعف، وأن كل إنسان متخلق هو ضعيف، وهي نظرته الشخصية تجاه نفسه ويظنها حالة طبيعية لدى الجميع، فكان منه ما كان في فتنة ديسمبر 2017.

ولو أن الصماد تعامل معه بازدراء لظل عفاش سالماً حتى اللحظة، ولما عرض نفسه للهلاك، لكن الرئيس الشهيد عمل بأصله هو لا بأصل عفاش وأخلاق، وهكذا هم العظماء دوماً وللصغار أن يحكموا على أسلوبهم في الحياة بما شاءوا فعاقبتهم في الأخير هي الندم.

وبعيداً عن مرحلة ما بين 2011 و2107، وقد أوضحت وضعية العفافيش في تلك الحقبة بمقال سابق تحت عنوان:” العفافيش بين ثورتي 11 فبراير و21 سبتمبر”، فإن عفاش مضى فترة حكمه كلها في الغدر بالرفاق من شخصيات وأحزاب وشيوخ قبائل، وكان ذنب أولئك جميعاً أنهم وضعوا ثقتهم في غير محلها، فالحزب الاشتراكي اليمني، على سبيل المثال، قدم التضحيات الكبيرة لإعادة تحقيق الوحدة، وتخلى الرئيس علي سالم البيض عن منصب الرئيس ليصبح نائباً من أجل الحلم الذي تمناه اليمنيون جميعاً لسنوات، وما كان لعفاش نفسه أن يقدم هكذا تنازلات من أجل الوطن ولو كلف ذلك هلاك الشعب اليمني بأسره.

مضى الاشتراكيون إلى الوحدة التي تحققت بفضلهم أولاً قبل غيرهم، فرد عفاش جميلهم بالقتل والتصفيات والتكفير وخطف أبناءهم والزج بهم في السجون، وغير ذلك من الممارسات التي تعكس قبح أخلاقه وثقافته، وللأسف ظن الكثير من أبناء الجنوب أن كل الشماليين بأخلاق عفاش فكانت حرب صيف 94 التي سببها الرئيسي نذالة الرئيس نفسه.

وحتى في حزب المؤتمر، لم تسلم قياداته من الاغتيال والتصفيات، وقد طال معظمها أبرز الموالين له، كالشهيد يحيى المتوكل والشهيد الشيخ مجاهد أبو شوارب، وكذلك تصفية عددٍ من أبرز قيادات القوات المسلحة في حوادث مصطنعة كعملية “العبر” التي راح ضحيتها خمسة من كبار القادة من أمثال نائب رئيس هيئة الاركان العميد الركن أحمد فرج والقائد العسكري للمنطقة الشرقية العميد الركن محمد أحمد إسماعيل, والعميد الركن عوض محمد السنيدي مدير دائرة التسليح بوزارة الدفاع, والعقيد الركن احمد علي صيفان, والعقيد الركن احمد نعمان المشرقي، بتفجير مروحيتهم في أغسطس 1999.

ولم يسلم من همجية عفاش إلا من كانوا على شاكلته من حزب الإصلاح، فمثلهم لا ينخدع بعفاش ولا يعطيه أي قدر، ولذلك عاشوا أعزاء مكرمين طيلة فترة حكمه دون أن يتعرض قيادتهم لأي ملاحقة أو أذى، بخلاف ما كنا نراه بحق غيرهم من منتسبي الأحزاب الأخرى، ولم تكتف جماعة الإخوان بذلك القدر من الدعة بل عمدوا إلى تصفيته وإحراقه أثناء صلاته في جامع النهدين بتاريخ 3 يونيو 2011، ليثبتوا بأن طريقتهم في التعاطي معه هي الأنسب على الإطلاق.

وبما أن عفاش قد هلك بفعل خيانته فهذا لا يعني أن أسلوبه في الغدر قد تلاشى، بالعكس فهناك من يقدس عفاش ويعتبره إلهاً، ولذا من البدهي أن يقتدوا بصنم الخيانة في الكثير من أخلاقه وهم اليوم يقفون إلى جانب العدوان الصهيو-أمريكي على شعبنا، ولا سبيل لتفادي غدرهم إلا بالتعامل معهم بالطريقة التي يتبناها الإخوان تجاههم، فقد أثبتت أنها الحل الناجع للمنهج العفاشي الدنئي في الغدر بالرفاق، وانظروا إلى وضعيتهم في مأرب، هل يجرؤ عفاشي هناك أن يرفع رأسه؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 محمد محسن الجوهري

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version