حذّرت مديرة مكتب “أوتشا” بالإنابة في اليمن، روزاريا برونو، من أن البلاد تواجه وضعاً إنسانياً “مروّعاً للغاية”، مع تسجيل حالات وفاة لأطفال بسبب الجوع في محافظة حجة شمال غربي البلاد، مشيرة إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية لم تُموّل سوى بنسبة 15% فقط حتى الآن.
وأكدت برونو، في حوار خاص مع الجزيرة نت، أن أكثر من 19 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات العاجلة، وأن 18.1 مليون شخص قد يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد بحلول سبتمبر/أيلول، بينهم 41 ألفاً مهددون بالمجاعة الكاملة (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي).
وأوضحت أن نصف أطفال اليمن دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، فيما يواجه 17 مليون شخص نقصاً مزمناً في المياه، ويُحرم ملايين آخرون من الخدمات الصحية والتعليمية الأساسية نتيجة انهيار المرافق وتخفيض التمويل.
وحذّرت برونو من أن انخفاض التمويل الدولي يجبر وكالات الإغاثة على تعليق برامج منقذة للأرواح، مما يفاقم معاناة الفئات الأكثر هشاشة، لا سيما النازحين والنساء والأطفال.
وأضافت أن اليمن بات اليوم ثالث أكبر أزمة جوع في العالم، مشيرة إلى أن العديد من الأسر باتت تلجأ إلى خيارات يائسة للبقاء مثل تخطي الوجبات أو بيع ممتلكاتها الأساسية، في ظل توقعات بارتفاع معدلات العنف القائم على النوع الاجتماعي وعمالة الأطفال وزواج القاصرات.
وختمت بالقول: “لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتخلى عن اليمن، فكل دقيقة تأخير في التمويل تعني خسارة أرواح يمكن إنقاذها”
