المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    الأزمات المصطنعة والانتحار الأخلاقي للأمة العربية

    ليس هناك تفسير منطقي على الإطلاق للصمت العربي المطبق...

    الآن هنا… شرق المتوسط مرة أخرى

    لم يعد التصدي للعدوان على غزّة أو لبنان أو...

    غزة تُناشد العالم: 250 ألف علبة حليب شهريًا لإنقاذ أطفالها من الجوع والموت

    كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن إحصائية جديدة...

    السودان: تحول استراتيجي في مسار الحرب.. ضغط عسكري، وفضيحة مرتزقة، حراك سياسي، تُعيد رسم معادلات الصراع

    بعد أكثر من 28 شهرًا من الحرب الدموية، يشهد السودان تحولات مفصلية على المسارات العسكرية والسياسية والدولية، تُعيد تشكيل ديناميكيات الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، في ظل تصعيد دولي غير مسبوق، وانكشاف تورط أجنبي عبر تجنيد مرتزقة أجانب.

    انقلاب عسكري: الجيش يتجه نحو كردفان ودارفور

    مع استعادة الجيش السيطرة الكاملة على الخرطوم وولايات وسط السودان في مايو/أيار الماضي، نقل ثقله العسكري نحو إقليم كردفان، حيث حقق تقدمًا ملحوظًا في شماله وغربه، مُمهّدًا لزحف محتمل نحو دارفور.

    لكن قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، نجحت في وقف الزخم عبر حشد قوات ضخمة، وتحويل كردفان إلى خط دفاع متقدم لحماية معاقله في دارفور.

    وشهد الشهرين الأخيرين معارك كرّ وفرّ، ركّز فيها الجيش على استنزاف خصمه عبر الطائرات المسيرة، واستهداف قياداته وقطع خطوط إمداده، في حين تدخلت قوات الحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، لأول مرة خارج معاقلها، داعمةً قوات الدعم السريع ضمن تحالف “تأسيس”، وشاركت في حصار كادقلي والدلنج، وشن هجمات على الفاشر، ما أدى إلى كارثة إنسانية متصاعدة.

    فضيحة مرتزقة كولومبيا تهزّ السودان

    في فضيحة أمنية مدوية، كشفت السلطات السودانية عن ضربة جوية على مطار نيالا في 6 أغسطس/آب، دمّرت طائرة كانت تقل نحو 40 مرتزقًا كولومبيًا في طريقهم للانضمام إلى قوات الدعم السريع.

    وأثارت الحادثة موجة غضب واسعة، وكشفت عن شبكة عالمية معقدة لتجنيد المرتزقة عبر وسطاء وشركات أمن خاصة، تستغل الوضع الاقتصادي الصعب في كولومبيا، وتعتمد على وثائق مزورة وطرق تهريب غير رسمية.

    وأكد رئيس الوزراء السوداني، الدكتور كامل إدريس، في خطاب باللغة الإسبانية، أن السودان لن يسمح بتحويل أرضه إلى ساحة حرب بالوكالة، داعيًا كولومبيا والمجتمع الناطق بالإسبانية إلى وقف تجنيد المرتزقة.

    حراك سياسي صامت وإعادة ترتيب الأوراق

    خلف الكواليس، تجري لقاءات غير معلنة بين أطراف متنافرة، تبحث عن تسوية تجنّب البلاد التقسيم، في وقت تُبذل جهود لجمع السلاح وإفراغ الخرطوم من المظاهر العسكرية، وفق قرار من القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان.

    كما تُحضّر لجنة سياسية لمجلس السيادة لتشكيل برلمان انتقالي، وصياغة خارطة طريق لحوار وطني شامل، مع تجميد قضايا جنائية بحق معارضين كـ”بادرة حسن نية”.

    في المقابل، ترفض قوى سياسية ذات خلفية إسلامية دعوات لقاءات في الكونغو، محذرة من “تصنيف مسبق” يُقصيها.

    عودة النازحين وعصر ما بعد الحرب

    رغم استمرار المعارك في دارفور وكردفان، تتسارع وتيرة عودة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم، حيث تشير التقديرات إلى عودة أكثر من 3 ملايين شخص، بدعم من رحلات جوية وبرية مجانية من مصر والسعودية.

    وأُعيد تشغيل شبكات الكهرباء والمياه في الخرطوم، وينتظر افتتاح مطار الخرطوم جزئيًا قريباً، في حين يعود الإعلام تدريجيًا إلى العاصمة، مع تحضيرات لصدور صحف ورقية بعد غياب طويل.

    spot_imgspot_img