المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    صدى المولد في أنين غزة

    مع أنين قطاع غزة المتواصل الذي يعاني أبناؤه كل...

    الأزمات المصطنعة والانتحار الأخلاقي للأمة العربية

    ليس هناك تفسير منطقي على الإطلاق للصمت العربي المطبق...

    الآن هنا… شرق المتوسط مرة أخرى

    لم يعد التصدي للعدوان على غزّة أو لبنان أو...

    وجهُ الشَّبهِ بينَ النَّازيَّةِ الألمانيَّةِ و النَّازيَّةِ الصُّهيونيَّةِ الإسرائيليَّة

    منذُ أنْ بدأتِ الحربُ العالميَّةُ الثانيةُ في الأوَّلِ منْ سبتمبر منْ عامِ 1939م في أورُوبا، وانتهتْ في الثاني منْ سبتمبر عامَ 1945م ) بينَ دُولِ الحِلفِ أوِ التَّحالفِ المُكوَّنِ منْ بريطانيا ( العُظمى )، وجُمهوريَّةِ فرنسا، وجُمهُوريَّاتِ الاتحادِ السُّوفيتيِّ السَّابقِ ( رُوسيا وحليفاتهَا ) وانضمامِ الولاياتِ المُتَّحدةِ الأمريكيَّةِ لاحقاً ، ودُولِ المحورِ المُكوَّنِ منْ جُمهُوريَّةِ ألمانيا النَّازيٍّةِ، والفاشيةِ الإيطاليَّةِ والعسكرتاريا اليابانيَّةِ ، تلكَ الحربُ الوحشيَّةُ العابرةُ للحُدُودِ والسُّدُدِ بينَ الأممِ والشُّعوبِ قدْ دفعَ ثمنَهَا العالمُ أجمعُ ، وخسرَ مايُقاربُ أزيدَ منْ ثمانينَ مليونَ إنسانٍ منَ الضَّحايَا الشُّهداءِ.
    والحربُ برُمَّتِها هيَ نِتاجُ صِراعِ الأجنحةِ العسكريَّةِ الأمنيَّةِ والأيدولوجيَّةِ بينَ القوَى والأحزابِ والأفكارِ المُتطرِّفةِ في المُجتمعِ الرَّأسماليِّ الإمبرياليِّ الغربيِّ ذاتِ الدِّياناتِ المسيحيَّةِ بفُروعهَا الكاثوليكيَّةِ ، البرُوتستانتينيَّةِ والأرثوذكسيَّةِ ، واليهُوديَّةِ الصُّهيونيةِ الرَّأسماليَّةِ المُتوحِّشةِ.

    إنَّ مَنْ اشعلَ الشَّراراتِ الأولَى هيَ تلكَ الأفكارُ النَّازيَّةُ الاستعلائيَّةُ التي اعتبرتْ الجنسَ الألمانيَّ الآريَّ الابيضَ هوَ العُرقُ المُتفوِّقُ في كُلِّ شَيْءٍ على سائرِ الأجناسِ البشريَّةِ ، واعطَى منظورُو ومُفكِّرُو، وحتَى فلاسِفةُ هذا الفكرِ الآريِّ النازيِّ العُنصريِّ المقيتِ ميزةَ التَّفوُّقِ والتَّميُّزِ والاستعلاءِ علَى بقيَّةِ البشرِ منْ مخلوقاتِ اللهِ جلَّ في عُلاهُ.
    ما هوَ وجهُ الشبهِ حدَّ التَّطابقِ بينَ النَّظريَّةِ والمُمارسةِ النَّازيَّةِ الألمانيَّةِ العُنصريَّةِ و الإسرائيليَّةِ الصُّهيونيةِ العُنصريَّةِ ، ووجهُ التَّشابهِ بينَ الفوهررِ /أدولف هِتلرَالنازيِّ، وبينَ مُجرمِ الحربِ، وقاتلِ الأطفالِ والنساء/ بنيامين نتنياهو؟ :

    أوَّلاً:
    كلا الرَّجُلينِ النَّازيينِ قدْ ألَّفَا كُتباً سياسيَّةً عقائديَّةً طيلةَ مسيرةِ عملِهِمَا المهنيِّ ، فَـ أدولفُ هتلر قدْ ألَّفَ كتاباً أسماهُ [كفاحِي ] وركَّزَ فيهِ علَى أبرزِ العُنصريَّةِ الطاغيةِ المقيتةِ للجنسِ الألمانيِّ ، وبنظرةٍ استعلائيَّةٍ فوقيَّةٍ تحتَ شِعارِ ( ألمانيا فوقَ الجميعِ ) ، بينمَا المدعوُّ / بنيامين نتنياهو ألٍّفَ كتاباً في مطلعِ تسعينايَّتِ القرنِ العشرينَ ، ركَّزَ فيهِ علَى أنَّ الشَّعبَ اليهُودِيَّ هوَ شعبُ اللهِ المُختارُ ، وأنَّ أرضَ فلسطينَ هيَ هِبةُ اللهِ للشَّعبِ اليهُوديِّ، وأنَّ العربَ والشَّعبَ الفلسطينيَّ هُمْ دُخلاءُ علَى الأرضِ المُقدَّسةِ لأرضِ يهُودَا، والسَّامراءِ ، وعلَى العالمِ أنْ يعترفَ بأنَّ الأرضَ الفلسطينيَّةَ، ومَا جاورَهَا، هيَ أرضُهُمُ المورُوثةُ منَ اللهِ عزَّ وجلَّ مُنْذُ أيَّامِ النبيِّ / إبراهيمَ عليهِ السَّلامُ، لهُ ولأبنائِهِ منْ بنِي إسرائيلَ.

    ثانياً :
    كلا الرَّجُلينِ يدَّعيانِ بأنَّ أصليهِمَا العِرقيَّ ينتميانِ إلَى جنسٍ غيرِ الجنسِ البشريِّ ، فَــ هتلر يدَّعِي بأنَّ الشَّعبَ الألمانيَّ الآريَّ النظيفَ لا يُريدُهُ أنْ يختلطَ ببقيَّةِ الأعراقِ البشريَّةِ؛ لأنَّ جيناتِ الألمانيِّ نظيفةٌ طاهِرةٌ نقيَّهٌ، بينمَا بقيَّةُ الأجناسِ البشريَّةِ ملوَّثةٌ، واختلطَ فيهَا الحابلُ بالنابلِ منْ جميعِ الأقوامِ.
    بينمَا يدَّعِي المُجرمُ / بنيامين نتنياهو بانَّ كتابَهُمُ السَّماويَّ المُقدَّسَ بأسفارِهِ الخمسةِ التي دوَّنَهَا نبيُّ اللهِ مُوسَى “عليهِ السَّلامُ” و بخطِّ يدِهِ ، يدَّعُونَ بأنَّ اللهَ هوَ مَنْ خلقَ شعبَ بنِي إسرائيلَ النقيَّ ، وخلقَ بقيَّةَ ( الأغيارِ )، وهُمُ البشرُ منْ غيرِ اليهُودِ ، خلقَهُمُ اللهُ حيواناتٍ، وبهائمَ كَالحميرِ؛ لكَيْ يخدمُوا اليهُودَ منْ شعبِ اللهِ المُختارِ ، ويقولونَ متَّى مَا نفقَ حِمارٌ يستبدلونَهُ بحمارٍ آخرَ، وهكذَا دواليكَ .
    أي إنَّهُمْ لا يُؤمنونَ بالبشرِ سوَى اليهُودِ، بينمَا العربُ، والأتراكُ والفُرسُ، والألمانُ، والفرنسيونَ والإنجليزُ، والطليانُ، والأمريكانُ، والأفارقةُ، والآسيويونَ جميعُهُمْ حميرٌ خلقَهُمُ اللهُ؛ ليخدمُوا هؤلاءِ اليهودَ لا غير.

    ثالثاً :
    الفكرُ والحركةُ النَّازيَّةُ الألمانيَّةُ والصُّهيونيَّةُ العالميَّةُ، همَا فِكرانِ وفلسفتانِ عُنصريانِ ، مُدانانِ منْ قبلِ هيئاتِ الأممِ المُتحدةِ بمجلسيهَا الدَّوليِّ والأمميِّ العالميِّ ، ومُدانانِ إدانةً قطعيَّةً منْ جميعِ المُؤسَّساتِ الدِّينيَّةِ والحُقوقيَّةِ، والإنسانيَّةِ، وجميعِ مُنظماتِ حُقوقِ الإنسانِ العالميَّةِ والقاريَّةِ ، ومنَ المُؤسَّساتِ الأكاديميِّةِ والثقافيَّةِ والفكريَّةِ منْ حولِ العالمِ؛ باعتبارِهِمَا يُشكِّلانِ ظاهرةً فكريَّةً غيرَ أخلاقيَّةٍ، ولا إنسانيَّةٍ، ورُؤيةً مقيتةً تتناقضُ كُليَّاً معَ تعاليمِ الأديانِ السَّماويَّةِ، والوضعيَّةِ، ومعاييرِ الشَّرفِ، والأخلاقِ الإنسانيَّةِ السَّويَّةِ.

    رابعاً :
    اثبتتْ تجرِبَتَا الحربِ العالميَّةِ الثانيةِ بنزعتِهَا النَّازيةِ الألمانيَّةِ القاتلةِ ، منْ خلالِ القتلِ الجماعيِّ في مُعسكراتِ الاعتقالِ النَّازيَّةِ، وفي أساليبِ القتلِ المُتنقِّلةِ عدمَ كفاءتِها، وعبئها النَّفسيَّ الثقيلَ على القاتل، وهيَ طُرقٌ نازيَّةٌ ضدَّ الإنسانيَّةِ، ومُقارنتهَا بالقتلِ اليوميِّ الإسرائيليِّ الصُّهُيونيِّ في قِطاعِ غزَّةَ أثناءَ معركةِ طُوفانِ الاقصَى المُباركِ بأنَّ النَّازيَّةَ الألمانيَّةَ، والصُّهيونيَّةَ الإسرائيليَّةَ مُتشابهتانِ حدَّ التطابقِ في الأسلوبِ، والوحشيَّةِ بمَا اقترفتَاهُ منْ جرائمَ ضدَّ الإنسانيَّةِ ،وجرائمَ حربٍ، وإبادةٍ جماعيةٍ ، وتطهيرٍِ عِرقيٍِ، بقتلِهِمُ الأطفالَ، والنساءَ و الشيوخَ والمرضَى ، وجرائمِ الإبادةِ الجماعيةِ بهندسةِ التجويعِ الجماعيِّ للفلسطينيينَ في غزَّةَ، والقتلِ في المُخيَّماتِ الفلسطينيَّةِ المُهترئةِ ، وفي ساحاتِ المشافِي، والمدارسِ والسَّاحاتِ العامَّةِ، وفي مُعسكراتِ، مصائدِ القتلِ، والتنكيلِ لطالبِي البحثِ عنْ كيسٍ منَ الدَّقيقِ، أو علبةِ فاصوليا ، أو القتلِ المُباشرِ في مُخيَّماتِ النَّازحينَ،أو في طوابيرِ البحثِ عنْ شربةِ ماءٍ نقيَّةٍ في ذلكَ السِّجنِ الكبيرِ المُحاصِرِ لقطاعِ غزَّةَ كلِّهِ .

    خامساً :
    يتشابهُ النَّازيُّون الألمانُ والإسرائيليونَ الصَّهاينةُ في أسلوبِهِمَا وطريقتِهِمَا في الإعدامِ المُباشرِ للصَّحفيينَ، وعلَى الهواءِ مُباشرةً ، ولطواقمِ التصويرِ الإعلاميِّ العربيِّ والفلسطينيِّ ، أمَّا الإعلامُ الأجنبيُّ فهُمْ ممنُوعونَ منْ مُزاولةِ العملِ في قطاعِ غزَّةَ، يتشابهُون في قتلِ حَمَلَةِ الكاميراتِ المُتلفزةِ، وأجهزةِ التسجيلِ ؛بغرضِ التَّعميةِ علَى المشاهدِ ،وطمسِ وتشويه الحقائقِ، ومنعِهِمْ منْ نقلِ الصُّورةِ الحيَّةِ للجرائمِ الوحشيَّةِ التي يرتكبُهَا الصَّهاينةُ النَّازيُّونَ الجُددُ بحقِّ الشَّعبِ الفلسطينيِّ الأعزلِ والمُواطنِ البريء ، وتقولُ التقاريرُ الصَّحفيَّةُ بانَّ الجُنودَ الإسرائيليينَ الصَّهاينةَ قدْ قتلُوا بدمٍ باردٍ أزيدَ منْ 238 صحفيَّاً فلسطينيَّاً .
    وكلَا الفريقينِ النازيّ الالمانيّ، والاسرائيليّ الصُّهيونيّ يُمارسُ الدِّعايةَ الإعلاميَّةَ السَّوداءَ الكاذبةَ، والتضليلَ بسرديةٍ مُزيَّفةٍ باطلةٍ؛ لإخفاءِ جرائمِهِمَا الوحشيَّةِ عنِ الرأيِّ العامِّ المحليِّ والعالميِّ.

    سادساً :
    حينمَا يقارنُ المُستمعُ اللبيبُ الحاذِقُ بينَ أسلوبَيِ الخِطابةِ بينَ المُجرمِ / ادولف هتلر ، وخطابةِ المُجرمِ / بنيامين نتنياهو سيجدُ أنَّ هناكَ شبهاً كبيراً، وقاسماً مُشتركاً أعطمَ، في المُفرداتِ الخطابيَّةِ، وحركاتِ لغةِ الجسدِ، والاستنادِ في الخطابةِ إلَى سرديَّاتٍ كاذبةٍ تعودُ إلَى الأساطيرِ التي ليسَ لهَا أسانيدُ حقيقيَّةٌ وصحيحةٌ ، فكلاهُمَا يعتمدُ علَى الخطابةِ الدِّيماغوجيَّةِ ، والدَّجلِ الإعلاميِّ، وتزييفِ الوعي، والأكاذيبِ المُستمدَّةِ منَ الخرافاتِ الواهيةِ ، هكذَا هوَ ديدنُ الأفرادِ المُجرمي الدِّيماغوجيَّةِ ، والدَّجلِ الإعلاميِّ، وتزييفِ الوعي، والأكاذيبِ المُستمدَّةِ منَ الخرافاتِ الواهيةِ ، هكذَا هوَ ديدنُ الأفرادِ المُجرمينَ الكاذبينَ المُبرِّرينَ لجميعِ خطايَاهُمْ ، عليهِمْ لعنةُ اللهِ في الدنيَا والآخرةِ، والملائكةِ،والناسِ أجمعين. .

    سابعاً :
    طيلةَ زمنِ الحربِ الشَّعواءِ الوحشيَّةِ الَّتي شنَّها الجيشُ الإسرائيليُّ الصُّهيونيُّ العُنصريُّ علَى الفلسطينيينَ مُنذُسبت 7 أكتوبر 2023م، وحتَّى لحظةِ كتابَتِنَا هذه المقالةِ بتاريخِ 19 أغسطس2025م ، ومَا مارسَهُ منْ أعمالِ قتلٍ، وتشريدٍ وتجويعٍ بحقِّ الفلسطينيِّ الأعزلِ في قطاعِ غزَّةَ، كلُّ مَا مارسَهُ منْ عملٍ همجيٍّ وحشيٍّ قدْ ألغَى وللابدِ صُورةَ اليهوديِّ المظلُومِ الذي عُذِّبَ واُحرقَ في مُعسكراتِ الاعتقالِ النازيةِ في ألمانيا النَّازيَّةِ ، وحلَّتْ محلَّهُ صورةُ الجنديِّ الإسرائيليِّ الصُّهيونيِّ العُنصريِّ المُجرمِ القاتلِ ، وهذِهِ الصُّورةُ قدْ وضَّحتْ للرأيِّ العامِّ العالميِّ طيلةَ هذِهِ الفترةِ ، برغمِ كلِّ التعتيمِ، والتدليسِ الإعلاميِّ الذي يُمارسُهُ الصَّهاينةُ العُنصريُّونَ ، واللوبياتُ اليهُوديةُ المُتصهينةُ منْ حولِ العالمِ ، وتحديداً في قارةِ أوربَا، وأميركَا USA وكندَا .

    الخُلاصة :
    كمَا كانَ مصيرُ النَّازيَّةِ الألمانيَّةِ الهلاكَ والزَّوالَ في تاريخِ الإنسانيَّةِ جمعاء ، سيُصبحُ مصيرُ النَّازيَّةِ الإسرائيليَّةِ الصُّهيونيةِ هوَ الآخرُ إلَى زوالٍ محتُومٍ، و اندثارٍ أبديٍّ.

    . “وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيْمٌ”

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    أ . د / عبدالعزيز صالح بن حبتُورَ

    spot_imgspot_img