“خاص”
منذ بدء طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣م انضم اليمن الى المعركة معتبرين انها معركة الأمة الإسلامية دون النظر الى أي خطوط واعتبارات سياسية أو مذهبية أو خطوط حمراء في المواجهة، حيث أعلنوا جاهزيتهم بمحاصرة الكيان الصهيوني في البحر الأحمر، ما أدى الى الاستيلاء على أول سفينة شحن إسرائيلية في البحر الأحمر بعملية عسكرية خاطفة للبحرية اليمنية.
تصاعدت الهجمات اليمنية على الأصول التجارية للعدو الصهيوني في البحر الأحمر حتى أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية تحالف حارس الإزدهار في ال18 من ديسمبر 2023 بمساعدة بعض الدول الغربية على رأسها أمريكا وبريطانيا وفرنسا لحماية العدو الصهيوني من الهجمات في البحر الأحمر.
فشلت الولايات المتحدة الأمريكية في ثني ضربات القوات اليمنية في البحر وتلقت ضربات محرجة وقاسية لأساطيلها وحاملات طائراتها في البحر حتى أُعلن عن هدنه بين اليمن وأمريكا كان مفادها التوقف عن ضرب السفن الأمريكية مقابل مغادرة القوات الأمريكية للبحر الأحمر ووقف ضرباتها الجوية لليمن.
استمر اليمنيين في فرض الحصار البحري على الكيان الصهيوني حتى أدى إلى شلل تام في ميناء إيلات واغلاقه تماماً تزامناً مع استمرار الضربات الصاروخية وبالطائرات المسيرة على العدو الصهيوني بتزايد في عمق فلسطين المحتلة، وسعى العدو الصهيوني بمحاولة شن هجمات جوية عديدة على اليمن استهدفت مراكز حيوية بشكل رئيسي ابرزها مينائي الحديدة والصليف ومحطات الكهرباء في الحديدة وصنعاء.
هذه الضربات لم تثني اليمنيين عن مواصلة إسنادهم لغزة ما أجبر الأمريكي والصهيوني للبحث عن حلول بديلة كان ابرزها دعم الفصائل اليمنية الموالية للسعودية والإمارات وتحريكهم ضد صنعاء عبر أعمال تحريضية واستغلالاً للأوضاع المعيشية الصعبة جراء العدوان المتواصل منذ مارس 2015م وتأجيج المجتمع بقضايا مختلفة.
يستمر الجيش اليمني وحكومة صنعاء بإسنادهم لغزة مع معرفتهم بأنهم سيدفعون ثمناً كبيراً، وأن القوى الدولية على رأسهم أمريكا وبريطانيا وبعض دول الخليج مثل السعودية والإمارات إلى جانب كيان العدو الإسرائيلي لن تسمح بوجود قوة إسلامية كبيرة تدعم المقاومة وتستمر بالظهور والتحول الى قوة إقليمية ولاعب دولي جديد على غرار إيران.
في فبراير من العام 2024، قال موقع CNN أن “البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية يعملان على تأليب اليمنيين العاديين والمجتمع الدولي ضد أنصار الله وبدأتا في تحديهم”.
وفي خضم خطوات البنك المركزي التصعيدية في مناطق المواليين للسعودية والإمارات والتي بدأها الأمريكي والسعودي العام الفائت وتراجع عنها بعد تحذير السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمواجهتها بالمثل في الرياض، يبدو أن حزمة الحرب الاقتصادية عادت مؤخراً بتصاعد ملحوظ، ما قد يفسر من قبل صنعاء وبوضوح أنه خرق جريء للهدنة الهشة والقائمة منذ العام 2022، وقد يعقبه تصعيد بري يلوح به الأمريكي والإسرائيلي بوضوح عبر تحالف العدوان على اليمن ومرتزقته.
في هذا الصدد تؤكد القوات المسلحة اليمنية أنها في أتم الجهوزية لمواجهة أي قوى تنخرط في الصراع مع العدو الصهيوني معتبرةً تلك القوى “صهيونية بامتياز” كون معركته حاليا ضد العدو الصهيوني فقط، ما يعني أن كل معركة اليمن في إسناد معركة طوفان الأقصى ستكون في هذا الإطار، وسيتم مواجهة أي تحرك باعتباره صهيونياً بعيداً عن أي مسميات وسياقات أخرى، مايعنى سقف تحمل أثمان عالي وخيارات رد وردع عالية لم نشهدها في عدوان مارس 2015.
ــــــــــــــــــــــــــــ
المحرر السياسي
20 أغسطس 2025
26 صفر 1447هـ