أثار الصاروخ اليمني “فلسطين 2” نقاشاً واسعاً في الأوساط العسكرية والأمنية للعدو الإسرائيلي، بعدما فشلت منظومات الدفاع الجوي في اعتراضه أثناء استهدافه مناطق قرب تل أبيب مساء الجمعة، في ضربة وُصفت بأنها الأخطر منذ بدء التصعيد الأخير.
ويرى خبراء عسكريون أن الصاروخ يمثل جيلاً جديداً من الباليستيات الفرط صوتية، بينما يذهب آخرون إلى اعتباره نسخة مطوّرة لتجربة سابقة، لكن المؤكد أن الضربة أحدثت ارتباكاً واسعاً في المؤسستين العسكرية والإعلامية داخل الاحتلال.
فشل دفاعي مدوٍ
بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فتح سلاح الجو الإسرائيلي تحقيقاً عاجلاً في أسباب فشل منظومتي “حيتس” و”القبة الحديدية” في اعتراض الصاروخ، الذي تمكن من اختراق شبكة الدفاع الجوي وسقوط شظاياه على مبنى في جينتون قرب مطار اللد (بن غوريون)، متسبباً بأضرار في محطة قطار وحريق في بلدة كفار دانيال.
ووفق تقارير عبرية، دفع هذا الخرق ملايين المستوطنين إلى الملاجئ في تل أبيب ومحيطها، وسط حالة من الذعر غير المسبوق.
جدل حول الرأس الانشطاري
إذاعة جيش الاحتلال كشفت أن التحقيقات تتركز حول طبيعة الرأس الحربي للصاروخ، إذ تشير المؤشرات الأولية إلى أنه تفكك في الجو وأطلق أجزاء متعددة. ويجري التحقق مما إذا كانت هذه الأجزاء عبارة عن رؤوس حربية منفصلة قادرة على إصابة أكثر من هدف.
وقد عززت هذه الفرضية تقارير إعلامية، بينها ما نشرته “معاريف”، عن إصابة رأس حربي لمبنى شرق مطار اللد، بينما أصاب آخر منظومة دفاع جوي في تل أبيب، في حين أكدت نجمة داود الحمراء وقوع مصابين جراء الشظايا.
أبعاد استراتيجية
تزامن هذا الهجوم مع الذكرى الأخيرة لاستهداف اليمن لـمطار بن غوريون في مايو الماضي، ما يعكس إصرار صنعاء على تكثيف دعمها العسكري لغزة عبر عمليات نوعية متطورة قد تدخل جولة رابعة أكثر قوة من الضربات.
ويرى محللون أن فشل منظومات العدو الإسرائيلي أمام صاروخ “فلسطين 2” يعكس تحولاً استراتيجياً خطيراً، يضع تل أبيب أمام تحديات جديدة في مواجهة قدرات صاروخية باليستية متطورة قادمة من اليمن، ويعيد رسم معادلة الردع في المنطقة.