من جبال مدينة سام، تشع أنوار الهُدى المحمدية بأضوائها الخضراء ووهجها البراق، كَلؤلؤة ياقوتية خضراء تعانق نجوم السماء المتلألئة في فضاء صنعاء، عاصمة الروح والتاريخ والنصرة، في مراسيم استقبال ذكرى مولد نُور الهُدى.
تُعقد اللقاءات وتُقام مجالس الذكر والأمسيات والندوات والمسابقات الثقافية والفعاليات المتنوعة في أجواء روحانية بركات الصلوات المحمدية في المساجد والمدارس والجامعات ودور العلم والثقافة، وفي الدوائر والمكاتب الحكومية والمؤسسات العامة والخاصة، والحدائق والمنتزهات والساحات العامة، بحضور جماهيري واسع من كافة شرائح المجتمع اليمني، وتمثيل رسمي على مستوى رفيع، كسر قيود التقاليد الأمنية المعتادة في زمن الحصار والعدوان وحرب معركة إسناد غزة.
ومع أول خطوة تطأ قدميك تراب صنعاء، بنسيم هوائها المنعش الذي تفوح منه رائحة الفاتحين وأمجاد تاريخ اليمن، تبهرك لآلئ الأضواء الخضراء التي تُزيّن المباني الحديثة والمعالم الأثرية ومآذن المساجد العتيقة في كل الأحياء والشوارع بلا استثناء.
تضيء الأزقة والطرقات والساحات بأنوارها الوهاجة، وكلما أطلقت لعينيك العنان، يدهشك سحر لمعان اللوحات الضوئية الكبيرة وزينة الأسلاك الحلزونية المتلألئة على واجهات المباني والأشجار والأسوار والجزر الوسطى والنوافير والجولات والطرق، وسط أجواء الليل الممطر ونسمات قطرات المطر في موسم الأمطار.
وتأسر أنظارك وهج أضواء أبنية المراكز والمحال التجارية الضخمة، والزيّن المضيئة على السيارات والدراجات النارية المطلية باللون الأخضر، التي تجوب شوارع المدينة كأنها تسير في موكب العرس المحمدي، تزف حضرة المصطفى ﷺ، في سابقة تاريخية تُعيد صياغة التاريخ الإسلامي، وتحيي عهد النبوة بعَبَق الإيمان وروحانية القرآن وفق مفاهيم السيرة النبوية.
فكل أنصار خاتم الأنبياء والمرسلين ﷺ وآله، في يمن الإيمان والحكمة وموطن العروبة ونصرة النبوّة، منشغلون في مهمة التحضيرات المحمّدية لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف كما يليق بعظمة صاحبه، يوم ميلاد البُشرى والنور العظيم في الثاني عشر من ربيع الأول للسنة الهجرية 1447، عليه أزكى الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه أجمعين.
وفي زخم استعدادات إحياء ذكرى مولد النبي الكريم، تُطرِب مسامعك تراتيل الموشحات والأناشيد والمدائح المحمدية التي تصدح على صدى الدفوف أينما كنت، مع أنغام رنات الهواتف المضبوطة خصيصاً لطقوس المناسبة النبوية العظيمة، بأنفاس روحانية تُدغدغ الروح وتذيب القلوب وتأسر العقول، وتذكر الحضور بالصلوات على النبي ﷺ وآله في كل حين.. اللَّهُمَّ صلِّ على مُحَمَّدٍ وعلى آلِه وأصحابه الكرام، كلما ذُكره المصلون ﷺ وآله.