دعت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية إلى اتخاذ خطوات عملية وحاسمة تجاه ما يجري في قطاع غزة، تبدأ بمحاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على جرائم الحرب، وفرض عقوبات على قادة المستوطنين، وصولًا إلى تسمية ما يحدث في غزة على حقيقته: إبادة جماعية.
وأشار المقال إلى أن المواقف الغربية ما تزال مرتبكة، منتقدًا بشكل خاص أداء زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر، الذي اكتفى بوعود دبلوماسية وخطابات رمزية بشأن الاعتراف بدولة فلسطين، دون تبني إجراءات ملموسة لوقف المأساة الإنسانية في غزة.
وتناول المقال تصاعد المعارضة داخل الكيان الإسرائيلي نفسه، حيث شهدت تل أبيب واحدة من أكبر المظاهرات منذ بدء الحرب، مطالِبة بوقف العدوان. كما كشف عن توسع حركة “الرافضين” للخدمة العسكرية، سواء عبر رفض علني كما تفعل حركة “مسرفوت” أو عبر ما يُعرف بـ“الرافضين الرماديين” الذين يرفضون الخدمة بشكل غير معلن. وأظهرت استطلاعات للرأي ازدياد التأييد الشعبي لهذا الموقف الذي يربط استمرار الحرب بمخاطر على الأسرى، وبالمشاركة في جرائم ضد المدنيين.
المقال شدّد على أن صور المجاعة والحصار في غزة، ووقائع القصف المستمر للمستشفيات والأحياء السكنية، تفرض على المجتمع الدولي مسؤولية تاريخية وأخلاقية. وجاء في أحد الشعارات التي رُفعت في المظاهرات: “لن يتكرر أبداً”، في إشارة إلى رفض السكوت على إبادة جماعية جديدة.
واعتبر الكاتب أن المطلوب من ستارمر ومن قادة الغرب ليس الاكتفاء بالتصريحات، بل الاعتراف بنتنياهو كمجرم حرب، وفرض عقوبات على رموز المستوطنين المتطرفين مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، إضافة إلى الاعتراف الفوري غير المشروط بالدولة الفلسطينية، والتعامل مع غزة باعتبارها ضحية إبادة جماعية متواصلة.
وختم المقال بالتأكيد أن الاستمرار في المواقف “الخجولة” يجعل القادة الغربيين شركاء في هذه الكارثة الإنسانية، محمّلاً بريطانيا وأوروبا مسؤولية سياسية وأخلاقية عن المأساة.