الرئيسية المشهد الدولي منظمة شنغهاي للتعاون تُطلق إعلان تيانجين: رفض التدابير الأحادية وتعزيز نظام عالمي...

منظمة شنغهاي للتعاون تُطلق إعلان تيانجين: رفض التدابير الأحادية وتعزيز نظام عالمي متعدد الأطراف

أكد قادة دول منظمة شنغهاي للتعاون، في ختام قمتهم بأوسع تجمع في تاريخ المنظمة، تمسكهم بإرساء نظام دولي عادل ومتعدد الأطراف، وذلك بإصدارهم إعلان تيانجين الذي يُجسّد موقفاً موحداً إزاء التحديات الجيوسياسية المتصاعدة وضرورة صون الاستقرار العالمي.

وجاء في الإعلان أن الوضع الدولي يشهد توتراً متصاعداً ناتجاً عن المواجهات الجيوسياسية، ما يستدعي تعزيز التعاون القائم على القانون الدولي، ورفض أي تدابير أحادية الجانب، خاصة القسرية منها، والتي تشمل العقوبات الاقتصادية، باعتبارها تتعارض جوهرياً مع مبادئ السيادة والعدالة في العلاقات الدولية.

وشدّدت الدول الأعضاء على ضرورة التمسك بعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم استخدام القوة، كأساسين لا غنى عنهما لبناء علاقات دولية مستقرة ومستدامة، مؤكدةً رفضها القاطع للسياسات القائمة على التكتلات والمناورات التصادمية في معالجة قضايا التنمية والأمن.

وأعادت المنظمة التأكيد على التزامها بالحرب المشتركة ضد الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره، مشددةً على أن اعتماد المعايير المزدوجة في مكافحة الإرهاب أمر غير مقبول، ومؤكدةً استمرار التنسيق الأمني الوثيق بين الدول الأعضاء لمواجهة التهديدات الانفصالية والتطرف العنيف.

وفي سياق تاريخي رمزي، تزامناً مع الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، أكد القادة أن النصر المشترك كان ثمرة وحدة الدول المحبة للسلام، داعين إلى الحفاظ على الذاكرة التاريخية، والتعامل بعناية مع المدافن والنصب التذكارية التي ترمز إلى التضحيات الجماعية، في تأكيد على رفض التزييف والتلاعب بالوقائع التاريخية.

وأقرّت المنظمة استراتيجية للتنمية المستدامة حتى عام 2035، تحدد الأولويات والاتجاهات الرئيسية لتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية، والتجارية، والبنية التحتية، والتكنولوجية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، بهدف بناء تكامل إقليمي فاعل.

كما قررت المنظمة توحيد صفة “مراقب” و”شريك حوار” في إطار جديد يُسمى “شريك منظمة شنغهاي للتعاون”، في خطوة تهدف إلى تبسيط آليات التعاون وتوسيع دائرة الشراكة مع الدول المهتمة بمبادئ المنظمة.

واعتمد القادة اتفاقية لإنشاء مركز عالمي لمكافحة التحديات والتهديدات الأمنية المشتركة، يُعنى برصد المخاطر الإرهابية، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، والتدخلات الخارجية، ما يُعزز القدرة الاستباقية للمنظمة في حماية أمن الدول الأعضاء.

وفي الملف الإقليمي، أعربت المنظمة عن إدانتها الحازمة للأعمال التي أدت إلى سقوط ضحايا وتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدةً موقفها الثابت الرافض للعنف، وداعيةً إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفق الشرعية الدولية.

كما جددت التزامها بدعم إقامة أفغانستان كدولة مستقلة ومحايدة ومسالمة، تُدار من قبل الأفغان أنفسهم، بما يضمن استقرارها الداخلي ويمنع استخدام أراضيها كمنصة للأنشطة الإرهابية ضد الجيران.

وبهذا التجمع الواسع الذي ضم قادة أكثر من عشرين دولة، تُرسّخ منظمة شنغهاي للتعاون مكانتها كإطار استراتيجي فاعل في صياغة توازنات جديدة في النظام الدولي، ترتكز على الحوار، والاحترام المتبادل، ورفض الهيمنة.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version