المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    صنعاء تباشر ردها المركّب: الاصطفاف إلى جانب الكيان مكلف

    مثّل العدوان الإسرائيلي الأخير على صنعاء محطة هامة في...

    أسطول الصمود العالمي يبحر باتجاه غزة وحكومة الكيان الإسرائيلي ترتبك

    في ظل استمرار الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة...

    مواجهة شرسة بين “صنعاء وتل أبيب” في ساحة المعركة.. من الرابح؟

    أكد مسؤولون إسرائيليون ويمنيون أن الجيش الإسرائيلي قصف صنعاء،...

    شرطة المرور تعلن خطة شاملة لفعاليات المولد النبوي الشريف 1447هـ

    رفعت قيادة شرطة المرور برقية تهنئة إلى قيادة وزارة...

    استعدادات واسعة وحالة تأهب قصوى في العاصمة صنعاء (ترقبا لهذا الأمر)

    استعدادات على أوسع نطاق، رسميا وشعبيًا، وتحضيرات على أعلى...

    استهداف اليمن لـ”سكارليت”.. عملية “معقّدة ونادرة ومثيرة للقلق” تكشف تفوقاً يمنياً غير مسبوق وتربك “إسرائيل” في البحر الأحمر

    في عملية وُصفت بالمعقّدة والدقيقة، أكدت القوات المسلحة اليمنية من جديد قدرتها على كسر القيود الأمنية والتقنية، وذلك عبر استهداف ناقلة النفط الإسرائيلية “سكارليت راي” قبالة ميناء ينبع السعودي شمال البحر الأحمر، في هجوم أثار جدلاً واسعاً في الأوساط البحرية والدولية، وأحدث صدمة داخل كيان الاحتلال.

    إخفاق محاولات التمويه والتشويش

    موقع ذا ماريتايم إكزكيوتيف المتخصص في الشؤون البحرية كشف أن بيانات نظام التعريف الآلي للسفينة انقطعت منذ أسابيع، في محاولة للتشويش على قوات صنعاء، غير أن العملية اليمنية أثبتت فشل هذه المحاولات، بعد أن تم تعقّب الناقلة وإصابتها إصابة مباشرة. وأوضح التقرير أن الصواريخ قطعت مسافة تتجاوز 600 ميل بحري، في ما وصفه خبراء بـ قدرة متقدمة على الحرب الإلكترونية وتحديد الأهداف.

    الهجوم الأبعد شمالاً

    مجلة لويدز ليست البحرية البريطانية أكدت أن الضربة الصاروخية اليمنية على “سكارليت راي” هي الأبعد شمالاً ضمن الهجمات البحرية التي نُفذت ضد الاحتلال منذ انطلاق العمليات اليمنية أواخر 2023، ما يعكس توسع دائرة التهديد وبلوغها مناطق لم تكن في حسابات العدو سابقاً.

    وفي الاتجاه نفسه، أشار موقع سيتريد ماريتايم نيوز إلى أن العملية برهنت على التهديد المتصاعد للممرات المائية، مؤكداً نقلاً عن مركز المعلومات البحرية المشتركة “JMIC” أن القوات اليمنية تمتلك القدرة على ضرب السفن الإسرائيلية بعمق البحر الأحمر وخليج عدن، وهو ما يجعل الخطر على المصالح الإسرائيلية “بالغ الخطورة”.

    مرحلة جديدة في الصراع

    معهد “واشنطن لسياسة الشرق الأدنى” اعتبر أن العملية الأخيرة مختلفة كلياً عن سابقاتها، من حيث الموقع البعيد شمالاً وطبيعة التنفيذ، مشيراً إلى أنها قد تشكّل بداية مرحلة جديدة من المواجهة، خاصة إذا ارتبطت بتطورات الحرب في غزة ودعم صنعاء المتواصل للمقاومة الفلسطينية.

    إرباك داخل الكيان

    صحيفة غلوبس العبرية، من جهتها، أقرت أن السفينة المملوكة للملياردير الإسرائيلي عيدان عوفر لم تكن في نطاق المياه اليمنية، بل تنقّلت بين الموانئ المصرية والسعودية قبل أن تقع في مرمى صنعاء. وأكدت الصحيفة أن رفع علم ليبيريا لم يحُل دون الاستهداف، وأن اليمنيين أثبتوا قدرتهم على اصطياد كل ما يرتبط بالكيان في البحر الأحمر. كما اعترفت أن صنعاء نفذت أكثر من 100 هجوم بحري وجوي منذ نوفمبر 2023 وحتى ديسمبر 2024، ما جعل البحر الأحمر ساحة مواجهة مفتوحة.

    ردود غربية مرتبكة

    وكالة رويترز نقلت عن شركة إيسترن باسيفيك المالكة للسفينة قولها إنها على علم بتعرض ناقلتها لهجوم يمني قرب ينبع، ووصفت العملية بأنها “نادرة ومثيرة للقلق”، في إشارة إلى مستوى الصدمة الذي أصاب شركات النقل البحري الغربية والإسرائيلية.

    رسائل استراتيجية

    توقيت العملية جاء بعد ساعات من تشييع صنعاء لضحايا جريمة اغتيال رئيس الوزراء اليمني وعدد من الوزراء في عدوان إسرائيلي، ما جعل الضربة الأخيرة بمثابة رد عملياتي مباشر ورسالة ردعية بأن اليمن لن يتهاون في دمائه ولن يتوقف عن دعم غزة.

    إن استهداف “سكارليت راي لم يكن مجرد عملية بحرية عابرة، بل إثبات استراتيجي لقدرة صنعاء على تجاوز كل إجراءات العدو وحلفائه، ورسالة بأن البحر الأحمر لم يعد آمناً لـ”إسرائيل“، وأن مرحلة جديدة من الصراع قد بدأت بالفعل، عنوانها: الضرب في العمق البحري والردع بالمدى البعيد.

    spot_imgspot_img