نفذت القوات المسلحة اليمنية، مساء الخميس، هجوماً جديداً على المدن المحتلة داخل فلسطين، ليصبح الخامس خلال أقل من 24 ساعة. وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن الهجوم تم بطائرات مسيّرة، وزعمت القناة الـ12 اعتراض إحداها، فيما أكدت مصادر أخرى أن صفارات الإنذار دوت في عدة مناطق.
وكانت القوات اليمنية قد أعلنت في بيانين منفصلين منذ فجر الأربعاء، عن 3 عمليات برية استهدفت منشآت حيوية في القدس وحيفا، إضافة إلى صاروخ باليستي من طراز “ذو الفقار” ضرب مطار اللد “بن غوريون”. وفي السياق ذاته، أكدت البحرية البريطانية تعرض سفينة لإصابة مباشرة على بُعد 174 ميلاً من الحديدة، ما يرفع حصيلة العمليات إلى مستوى غير مسبوق برا وبحرا.
هذه الهجمات التي توصف بأنها الأكبر من حيث الحجم وتنوع بنك الأهداف، تتزامن مع احتفال اليمنيين بذكرى المولد النبوي الشريف، في رسالة أرادت صنعاء من خلالها أن يكون الاحتفال معركة كبرى أشبه بـ”بدر” التاريخية.
بعد خارطة الأهداف.. أنين إسرائيلي يكشف عمق الألم
ورغم محاولات الاحتلال الإسرائيلي الترويج لاعتراض الهجمات أو سقوطها في مناطق نائية، إلا أن الضربات اليمنية المتواصلة منذ أربعة أيام قلبت موازين المشهد. وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس خرج لأول مرة بعبارات تكشف حجم الألم الذي يعيشه الكيان، محذراً من استمرار الهجمات، في وقت يصرّ على التهديد والوعيد للحفاظ على ما تبقى من رباطة جأش.
التقارير العبرية أكدت أن الضربات أصابت أهدافاً حساسة بينها منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس، ما أجبر الاحتلال على نقل اجتماعات حكومته إلى ملاجئ سرية وتشديد الحظر الإعلامي على تحركات قادته. ومع ذلك، لم يتمكن من إخفاء صور الحرائق والانفجارات التي التقطها ناشطون صهاينة وبثوها عبر مواقع التواصل.
عملياً، لم يكن اعتراف كاتس سوى انعكاس لحقيقة أن دفاعات العدو عاجزة عن اعتراض الصواريخ والمسيّرات اليمنية، وأن تل أبيب باتت تحت رحمة ضربات متصاعدة في التوقيت والحجم.
برا وبحرا.. أسبوع قاسٍ على الاحتلال
ومنذ مطلع الأسبوع، نفذت القوات المسلحة اليمنية أكثر من 11 عملية عسكرية نوعية، استهدفت فيها مطار بن غوريون، رئاسة الأركان، منزل نتنياهو، وأهداف حيوية في تل أبيب وحيفا، إلى جانب 3 سفن أبرزها ناقلة النفط الإسرائيلية “سكارليت راي”.
هذه العمليات، وفق متابعات ميدانية، مثّلت الأسبوع الأشد قسوة على الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء المواجهة البحرية والجوية مع صنعاء في نوفمبر 2023. فقد أعادت إلى الواجهة العمليات البحرية بالتوازي مع تطوير قدرات الصواريخ والمسيّرات، ومنها استخدام صواريخ متعددة الرؤوس أثارت ذعراً واسعاً داخل الكيان.
بدر جديدة.. اليمن يربط ذكرى المولد بالمعركة الكبرى
في رمزية لافتة، اختارت صنعاء أن تجعل من إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام معركة بحجم بدر الكبرى، حيث تواصلت الضربات الجوية والبحرية على العدو الإسرائيلي بوتيرة متسارعة.
المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أكد أن هذه العمليات لا تزال في إطار الرد الأولي، في إشارة إلى أن القادم أعظم وأن التصعيد سيأخذ منحىً أوسع وأكثر إيلاماً للعدو.
وبهذا المشهد، يتضح أن اليمن حوّلت ذكرى المولد النبوي إلى معركة ردع استراتيجية، أربكت الاحتلال ووضعت قياداته في مأزق غير مسبوق، لتسجل محطة فارقة في مسار الصراع المفتوح مع الكيان الصهيوني.