الرئيسية زوايا وآراء المسيّرات اليمنية تحوّل مطار “رامون” إلى ساحة إنذار مفتوح

المسيّرات اليمنية تحوّل مطار “رامون” إلى ساحة إنذار مفتوح

في مشهد يعكس تحوّل موازين الردع في المنطقة، اعترف إعلام العدو الإسرائيلي عصر اليوم الأحد، بنجاح طائرة مسيّرة يمنية في الوصول إلى مطار “رامون” جنوبي الأراضي الفلسطينية المحتلة وتنفيذ ضربة مباشرة، في اختراق أمني وعسكري كبير يعري عجز المنظومات الدفاعية الصهيونية التي لطالما تباهى بها الكيان.

إذاعة جيش العدو الصهيوني أقرت أن الطائرة المسيّرة، التي انطلقت من اليمن، اجتازت الأجواء ووصلت إلى هدفها دون أن يتم رصدها أو اعتراضها من قِبل أنظمة الدفاع الجوي متعددة الطبقات، التي تضم “القبة الحديدية” و”مقلاع داود” و”حيتس”. هذا الاعتراف بحد ذاته يُشكل إدانة صريحة لفشل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي لم تستطع حماية مطار مدني يقع في منطقة النقب، بعيدًا عن خطوط المواجهة التقليدية.

ولم يقف الأمر عند حدود الإقرار الإعلامي، بل إن النتائج الميدانية جاءت لتكشف حجم الضربة، حيث أكدت هيئة البث في الكيان وقوع إصابات إثر انفجار المسيّرة في قاعة انتظار داخل مطار “رامون”. الإسعاف الصهيوني تحدث عن تقديم العلاج لرجل أصيب بجروح في أطرافه، فيما نقلت إذاعة جيش العدو أن مصابين اثنين على الأقل نُقلا إلى مستشفى “يوسيفتال” في أم الرشراش (إيلات).

المشهد ازداد إحراجًا للعدو حين اضطرت سلطاته إلى إغلاق المجال الجوي الجنوبي فوق المطار، فيما دفعت فرق إطفاء وطوارئ إلى الموقع للتعامل مع آثار الانفجار. الصور واللقطات المتداولة من داخل المطار جسدت لحظة الانفجار، مؤكدة أن العملية لم تكن مجرد اختراق رمزي، بل استهداف نوعي أحدث أضرارًا ميدانية واضحة.

هذا التطور يأتي في توقيت بالغ الحساسية، إذ أفادت مراسلة قناة “روسيا اليوم” في الأراضي المحتلة أن المسيّرات اليمنية دخلت أجواء فلسطين المحتلة تزامنًا مع انعقاد جلسة حكومة العدو الإسرائيلي في مكان سري محصن، في محاولة لتجنب الضربات الجوية وعمليات الاغتيال التي هددت بها صنعاء. دوي صافرات الإنذار في جنوب النقب زاد من حالة الهلع والارتباك، وأكد أن الجبهة الداخلية الصهيونية لم تعد آمنة.

منذ الرابع من مايو الماضي، تفرض القوات المسلحة اليمنية حظرًا فعليًا على الملاحة الجوية في مطارات وموانئ العدو، وذلك في إطار عملياتها الإسنادية لغزة والمستمرة منذ أكتوبر 2023. هذه العمليات، التي ترفع شعار نصرة الشعب الفلسطيني في وجه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها منذ 23 شهرًا، لم تعد مجرد بيانات تضامنية، بل تحولت إلى معادلات ردع عملية تربك حسابات الاحتلال.

الرسالة اليوم واضحة: اليمن، البعيد جغرافيًا والقريب عقائديًا وإنسانيًا من غزة، استطاع أن يزرع الخوف في عمق النقب ويحوّل مطار “رامون” إلى ساحة إنذار لا تهدأ. هذه ليست مجرد ضربة تكتيكية، بل إعلان بأن مرحلة ما بعد غزة تختلف جذريًا عمّا قبلها، وأن الكيان الصهيوني لم يعد يملك رفاهية الاطمئنان حتى في أبعد مطاراته وموانئه.

إنها لحظة فارقة، تتجاوز حدود الميدان لتضع أسئلة استراتيجية أمام العدو: ماذا يعني أن تُخترق أنظمته الدفاعية المتطورة من مسيرة يمنية؟ وأي مستقبل ينتظر كيانًا لا يستطيع حماية مطاراته أمام خصوم يزدادون تصميمًا وصلابة؟.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد عبد المؤمن الشامي

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version