أكدت مصادر قطرية، الثلاثاء، نجاة وفد رفيع من قيادة حركة حماس من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة الدوحة.
وأوضحت وسائل الإعلام القطرية أن أياً من أعضاء الوفد لم يُصب بأذى، مشيرة إلى أن الوفد ضمّ قيادات بارزة من بينهم: خليل الحية، خالد مشعل، وزاهر جبارين.
وكان الاحتلال قد أعلن أن عمليته استهدفت “كبار قادة حماس في الخارج”، فيما ذكرت هيئة البث العبرية أن الهدف المباشر كان الحية وجبارين بموافقة المؤسستين الأمنية والسياسية.
الموقف القطري
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية القطرية أن ما جرى هو عدوان إسرائيلي سافر على الأراضي القطرية، معتبرة أن استهداف مقرات سكنية لقيادات المقاومة يمثل انتهاكاً صارخاً لكافة القوانين الدولية.
وشددت الدوحة على أن العدوان يكشف حجم الاستهتار الإسرائيلي بالشرعية الدولية، ويضع المنطقة أمام منعطف خطير.
في السياق ذاته، نقلت قناة الجزيرة عن مسؤول في حماس أن القصف استهدف اجتماعاً كان يناقش مقترح الرئيس الأمريكي حول اتفاق غزة، ما يفسر توقيت الضربة وأبعادها السياسية.
جدل الأهداف: حماس أم قطر؟
أثار قصف الدوحة جدلاً واسعاً حول الهدف الحقيقي للهجوم أن الاحتلال يسوّق الحدث باعتباره محاولة لاغتيال قادة حماس، لتفادي التصادم مع أطراف أخرى.
غير أن الرسالة أعمق: فالغارات أصابت السيادة القطرية مباشرة، ما يعني أن الاحتلال أراد أيضاً ضرب صورة قطر كوسيط إقليمي ظلّت تُسوَّق لعقود.
ويرى مراقبون أن هذا الهجوم قد يضع نهاية لمسار الوساطة القطرية بين المقاومة والاحتلال، إذ ستفقد الحركات الإسلامية الثقة بأي دور للدوحة بعد أن تحولت هي نفسها إلى ساحة استهداف. كما أن ذلك سينعكس على ملفات أخرى تسعى قطر للانخراط فيها، ومنها المسار السوري.
دلالات استراتيجية
الهجوم على الدوحة ليس مجرد استهداف لقيادات المقاومة، بل يمثل رسالة خطيرة لأمن الخليج بأسره. فالاحتلال يريد أن يثبت أن بإمكانه ضرب أي دولة – حتى تلك التي تعتبره “حليفاً ضمنياً” – إذا رفعت صوتها في التنديد بمحاولة طمس القضية الفلسطينية.
وبذلك، يظهر العدوان الأخير كجزء من معركة أوسع يسعى الاحتلال من خلالها إلى إسكات أي دور وساطة إقليمي، وإرباك الساحات العربية وقطع قنوات الدعم السياسي لحماس.
اضافة الى تثبيت معادلة الردع عبر الترويع خارج فلسطين، بالتوازي مع مخططاته في غزة.