في تصعيد خطير خلال الساعات الأخيرة، واصل العدو الإسرائيلي استباحة أجواء وأراضي سبع دول عربية من الشرق حتى الغرب، ضارباً بعرض الحائط كل التبعات العسكرية والسياسية والاقتصادية، وهو ما يعكس اطمئنانه إلى الحماية الأمريكية المطلقة.
الضفة الغربية والقدس
وصعّد الاحتلال من عدوانه البربري على الضفة الغربية، حيث كثّف الاقتحامات والمداهمات وسمح لمستوطنيه بمهاجمة السكان المحليين في عدة بلدات. كما فرض حصاراً خانقاً على القدس بذريعة العملية التي استشهد منفذوها، في محاولة لفرض سياسة إخضاع وتهيئة الأرض لخطط الضم.
بالتوازي، واصل الاحتلال استهداف الأحياء السكنية في غزة مستخدماً أقوى القنابل الأمريكية، في محاولة لكسر صمود الأهالي ودفع من تبقى منهم إلى الهجرة القسرية بعد أن أحكم الحصار والتجويع عليهم.
توسّع العدوان إلى دول الجوار
ولم يقتصر التصعيد على فلسطين، بل امتد ليشمل “لبنان” عبر غارات واغتيالات متكررة، و”سوريا” حيث قصفت طائرات الاحتلال عدة مدن منها حمص واللاذقية. كما اخترقت الطائرات الحربية “الأجواء المصرية” فوق سيناء بحجة مطاردة المسيّرات، في خطوة اعتبرها مراقبون تحدياً مباشراً للجيش المصري.
وفي تونس، استُهدف القارب الرئيسي لأسطول الصمود “فاميلي” بواسطة طائرة مسيّرة إسرائيلية في ميناء سيدي بوسعيد، فيما نجا جميع الركاب وأفراد الطاقم.
أما في قطر، فقد أفادت وسائل إعلام محلية ودولية عن انفجارات هزّت الدوحة وتصاعد أعمدة الدخان من حي كتارا، في هجوم وصفته الخارجية القطرية بأنه عدوان صارخ على السيادة وانتهاك فاضح للقانون الدولي.
أبعاد سياسية واستراتيجية
يحاول الاحتلال تصوير استهدافه كعملية موجهة ضد قيادات حركة حماس، بعدما أعلنت هيئة البث العبرية أن الضربة كانت تستهدف خليل الحية وزاهر جبارين، إلا أن مراقبين يرون أن الرسالة أبعد من ذلك، إذ تمثّل هذه الغارات محاولة لخلط الأوراق، وضرب أي دور وساطة عربي أو إقليمي، لا سيما المساعي القطرية والتركية في الملف الفلسطيني–السوري.
وفي هذا السياق، لفتت وسائل إعلام تركية إلى أن استهداف الدوحة، الممول الأبرز لمشاريع أنقرة في المنطقة، قد يكون تمهيداً لخطوة عدوانية أخطر تطال إسطنبول نفسها، خصوصاً مع أنقرة التي لم تخفِ استعدادها عبر نشر منظومات صاروخية في ثماني ولايات حدودية مع سوريا.
الخلاصة
أياً تكن مبررات العدو الصهيوني، فإن استباحة سبع دول عربية خلال ساعات قليلة تكشف عن تصعيد غير مسبوق يهدد أمن المنطقة بأسرها. ومع استمرار الصمت العربي الرسمي، تبدو الشعوب أمام تحدٍ مصيري لوقف هذه العربدة التي تأتي في سياق المشروع الصهيو–أمريكي لفرض الهيمنة وكسر إرادة الأمة.