كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، الثلاثاء، تفاصيل ما وصفته بـ “جدل الغرف المغلقة” داخل أروقة القرار في تل أبيب قبيل تنفيذ عملية “قمة النار” التي استهدفت قيادات بارزة في حركة حماس بالعاصمة القطرية الدوحة.
ووفق الصحيفة، فإن القيادة السياسية والأمنية للكيان الصهيوني كانت متفقة على المضي في “قطع رؤوس” قادة حماس في الخارج، لكن النقاش انحصر حول توقيت العملية، بين من طالب بالتحرك الفوري، ومن رأى ضرورة التريث إلى حين اتضاح مآلات المقترح الأمريكي لوقف الحرب في غزة والمقرر بحثه الأسبوع المقبل.
مصادر الصحيفة أوضحت أن جهاز الشاباك أصر على استغلال الفرصة العملياتية النادرة لتصفية شخصيات قيادية، وفي مقدمتهم خليل الحية رئيس وفد التفاوض في حماس، إلى جانب قيادات أخرى من أبرز رموز الحركة.
وفي السياق ذاته، أكدت الصحيفة أن رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر – الموجود حالياً في واشنطن – أيدوا العملية بشكل كامل، بينما عبّر مسؤولون عسكريون وأمنيون كبار، من بينهم إيال زامير وديدي برنيع وتساحي هنغبي وشلومي بيندر، عن تحفظهم على التوقيت، معتبرين أن الهجوم قد ينسف أي تقدم في المساعي الأمريكية لتمرير صفقة جديدة حول غزة.
من جانبها، نقلت قناة كان نيوز عن مصادر إسرائيلية أن العملية نُفذت بموافقة المؤسستين الأمنية والسياسية، في حين أصدرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت تصريحاً لافتاً قالت فيه إن الجيش الأمريكي هو من أبلغ الإدارة بوقوع الهجوم أثناء تنفيذه، مشيرة إلى أن واشنطن اعتبرت الضربة بمثابة قصف لدولة ذات سيادة وحليف وثيق يعمل من أجل الوساطة والسلام.
ورغم محاولة الإدارة الأمريكية إظهار أسفها لـ “توقيت العملية”، إلا أن ليفيت لم تُخفِ الموقف الداعم عندما وصفت استهداف قادة حماس بأنه “هدف نبيل”، ما كشف بجلاء حجم التواطؤ الأمريكي مع العربدة الإسرائيلية.
هذه الكواليس التي تكشفت بعد الهجوم، تؤكد أن ما يسمى بعملية “قمة النار” لم يكن سوى ترجمة عملية لمشروع صهيو–أمريكي لخلط الأوراق في المنطقة، وتقويض أي مساعٍ حقيقية لوقف العدوان أو إنجاح المفاوضات، حتى وإن كان الثمن انتهاك سيادة دول حليفة لواشنطن مثل قطر.