تشهد المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سيطرة قوى التحالف سلسلة من الأزمات المتلاحقة التي فاقمت معاناة المواطنين وكشفت حجم الانهيار الخدمي والأمني، في مشهد يعكس غياب الدولة وتغوّل المليشيات.
لحج تغرق في الظلام
ومنذ أسبوعين، تعيش محافظة لحج حالة انقطاع كلي للكهرباء، ما أشعل موجة غضب عارمة بين الأهالي في مختلف مديرياتها. الانقطاع المستمر شلّ الحركة التجارية وأدى إلى تلف المواد الغذائية في المحال والمنازل، فيما اكتفت السلطات المحلية بالصمت من دون أي معالجات أو حلول، في وقت ترتفع فيه درجات الحرارة بشكل خانق يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية.
المهرة.. خدمات منهارة واحتجاجات متصاعدة
وفي محافظة المهرة، تفجرت موجة غضب شعبية واسعة بعد انقطاع شامل للكهرباء منذ فجر الثلاثاء الماضي، تاركاً المحافظة في ظلام دامس وسط توقعات بامتداد الأزمة حتى نهاية الأسبوع. كما تعيش مديرية الغيضة أزمة انقطاع مياه منذ أكثر من عشرة أيام متواصلة، ما دفع الأهالي إلى قطع الطريق الدولي الرابط مع سلطنة عُمان في خطوة احتجاجية تهدف إلى لفت الأنظار لمعاناتهم اليومية. المحتجون حذروا من تفاقم التداعيات الإنسانية والصحية إذا استمر التجاهل الرسمي، مؤكدين أن صبر الناس بدأ ينفد أمام الانهيار الخدمي المتواصل.
عدن.. فوضى أمنية ونهب ممتلكات
أما مدينة عدن، فقد شهدت حادثة جديدة تجسد حالة الانفلات الأمني، حيث أقدمت قوة عسكرية تابعة للمجلس الانتقالي الموالي للإمارات على الاستيلاء بالقوة على حوش تابع للمشروع الاستثماري لشركة النفط في منطقة خور مكسر، وهو موقع استراتيجي يطل مباشرة على مطار عدن. القوة المقتحمة طردت حراسات الشركة وهددتهم بعدم العودة، الأمر الذي دفع نقابة شركة النفط إلى إصدار مهلة 24 ساعة لإخلاء الموقع، ملوحة بخيارات تصعيدية مفتوحة في حال عدم الاستجابة، ما ينذر بموجة توتر جديدة في المدينة.
مؤشرات الانهيار
تتجمع هذه الأزمات – من انقطاع الكهرباء والمياه في لحج والمهرة، إلى الانفلات الأمني ونهب الممتلكات في عدن – لتكشف صورة قاتمة عن واقع المحافظات الخاضعة لسلطة التحالف، حيث تتفاقم الأوضاع الإنسانية ويستفحل الغضب الشعبي في ظل غياب أي بوادر لمعالجات جدية أو حلول جذرية.
