المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    الاحتلال يعترف بمقتل أربعة ضباط بانفجار عبوة في رفح

    أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم الخميس مقتل أربعة...

    أهداف صهيونية معلنة للضغط على اليمن وتهديد شريان الحياة — الحديدة تحت النار وصنعاء تردّ وُجهًا بوجه

    تصاعدت موجات العدوان على اليمن خلال الفترة الماضية في محاولة واضحة للضغط والتضييق على الشعب اليمني عبر استهداف البنية التحتية المدنية والاقتصادية، وعلى رأسها ميناء الحديدة الذي يُعدّ شريانَ حياةٍ لملايين المواطنين.

    أعلنت القوات المسلحة اليمنية تصدّيها لمحاولة اعتداء جوي ضمن الموجة السابعة عشرة من العدوان، وقال المتحدث الرسمي العميد يحيى سريع إن الدفاعات الجوية أربكت تشكيلات الطائرات المعادية وأجبرت بعضها على مغادرة الأجواء قبل إكمال مهامها العدوانية.

    وفي المقابل ادعى الجيش الإسرائيلي أنّه استهدف “بنى تحتية عسكرية” في ميناء الحديدة، في محاولةٍ لتبرير هجماته المتكررة على الموانئ اليمنية.

    وتكشِف الوقائع أن ميناء الحديدة تعرّض لهجمات متكررة منذ يوليو من العام الماضي، وألحقت بالغارات أضراراً جسيمة بأرصفة الميناء ورافعاته ومرافقه اللوجستية ومحطات الوقود ومخازن الشحن، ما ينذر بأثر كارثي على الأمن الغذائي والاقتصادي لليمن، إذ تغطي حركة الميناء نحو 70% من احتياجات البلاد من الغذاء والوقود والسلع الأساسية.

    ويرى مراقبون أن الهدف من هذا المسار العدواني لا يقتصر على ضرب قدرات القوات المسلحة فحسب، بل يسعى أيضاً إلى إضعاف قدرة المجتمع على الصمود عبر تعطيل الإمدادات، وتأليب الرأي المحلي ضد المقاومة الوطنية، وإخراج البحر الأحمر ومضيق باب المندب من دائرة الأمن الجماعي لصالح عسكرة تفرضها قوى خارجية.

    في المقابل، أكدت المصادر العسكرية أن الرد اليمني تصاعدي وممنهج، وأن العمليات الدفاعية والهجومية التي تنفذها القوات المسلحة، بما في ذلك استهداف مصالح العدو في العمق البحري والبري، جاءت رداً على محاولات الابتزاز والضغوط التي تستهدف إرغام اليمن على التراجع عن مواقفه، لا سيما موقفه المبدئي الداعم لغزة.

    ويشير الخبراء إلى أن استهداف الموانئ اليمنية يرافقه خط عمل إعلامي صهيوني يروّج لكون هذه الضربات “رداً” على هجمات يمنية سابقة على أهداف في العمق، بينما يظل السياق الإقليمي الأوسع — من تطبيع إلى تحالفات عسكرية بحرية — عاملَ تأجيجٍ يسهِّل مثل هذه العمليات ويمنحها غطاءً دولياً.

    وحذرت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية دولية مراراً من النتائج الإنسانية لتعطيل ميناء الحديدة، محذّرةً من أن أي انقطاع طويل في عمل الميناء سيؤدي إلى تفاقم المجاعة وتدهور الخدمات الصحية والدوائية في البلاد، ما يستدعي تحرّكاً عاجلاً لحماية الملاحة والإغاثة ووقف التصعيد.

    وتؤكد المواقف الرسمية في صنعاء أن الرد اليمني على الاعتداءات لن يتوقف، وأن العمليات العسكرية التي تستهدف مصالح الاحتلال وممراته البحرية تشكّل أداة ضغط مشروعة في مواجهة جرائم الإبادة والاستهداف المتكرر للمدنيين، مطالبةً المجتمع الدولي بوقف سياسات العسكرة ومعالجة الأسباب الجذرية للتصعيد بدلاً من مجرّد إداناتٍ شكلية.

    خلاصة: المواجهة مستمرة على عدة محاور — عسكرياً واقتصادياً وإعلامياً — ومع كل موجة عدوان تعمد صنعاء إلى توسيع خارطة أهدافها وردودها، بينما يظل ميناء الحديدة محطّ قلق إنساني وطني ودولي يحتاج إلى حماية فورية لمنع كارثة واسعة.

    spot_imgspot_img