ألقى رئيس الجمهورية، مهدي المشاط، خطابًا مركزيًا بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لثورة 21 سبتمبر، استعرض فيه مسيرة الثورة ومكتسباتها، وجدد التزام القيادة بالمضي في مسار التغيير الجذري لحماية سيادة اليمن واستقلال قراره الوطني.
وأشار المشاط إلى أن الثورة أعادت لليمن “كرامته” وحررت قراره من “الوصاية الخارجية”، مؤكِّدًا أن 21 سبتمبر لم تكن لحظة غضب عابرة بل مسار وعي وضرورة تاريخية أنقذت الوطن من مساراتٍ كانت تقوده نحو التجريف والتابعية. وقال إن الثورة أعادت ترتيب أولويات الدولة وأعادت الأمن والنظام، وأنها وضعت اليمن على طريق الاستقلال والقرار الحر.
وحمل الخطاب رسالة تضامن قوية مع القضية الفلسطينية؛ فقد أكد المشاط أن اليمن قيادةً وشعبًا ثابتون في دعم غزة وفلسطين، واعتبر أن ممارسات الاحتلال الأخيرة ــ بما في ذلك استهداف المدنيين واجتياح المدن ــ دليل على صوابية خيار الثورة في مواجهة الوصاية والهيمنة. وجّه تحيةً خاصةً لإخوتنا في فلسطين، وجعل نصرة القضية محورًا ثابتًا في خطاب الذكرى.
كما وجّه الرئيس رسائل إلى المجتمع الدولي والقادة العرب، محذّرًا من أن الصمت أو الاقتصار على عبارات الإدانة لا يوقف اعتداءات العدو، وحث الزعماء العرب على اتخاذ مواقف عملية تحمي الأمن القومي العربي. وقال إن القواعد الأجنبية في المنطقة لا تخدم مصالح الشعوب وأن المسؤولية تقع على عاتق الدول العربية للعمل بجدية لدرء الخطر.
شمل الخطاب أيضاً تأكيدًا على الاستمرار في بناء مؤسسات الدولة: الحكومة ستواصل أداء مهامها، والقيادة ماضية في “مسار التغيير الجذري” نحو بناء دولة حديثة وعادلة تحمي المواطن وتسترد الحقوق. وأشاد المشاط بصمود الشعب وبصفة خاصة بدور المرأة اليمنية في حفظ التلاحم الاجتماعي وتوطيد صمود المجتمع في وجه العدوان والحصار.
ختم الرئيس خطابه بدعوة إلى الاتحاد الوطني والتكاتف لمواجهة التحديات المضاعفة، مجدِّدًا العهد للشهداء بأن جهود البناء والمقاومة ستستمر حتى استرداد الحقوق وحفظ السيادة. رسالة الخطاب كانت بالمجمل: الاحتفال بالمكتسبات، الثبات على المبدأ، والاستعداد لمواجهة التحديات مع التمسك بخيار الاعتماد على الذات والسيادة الوطنية.