وصف قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة بأنه إبادة جماعية تستند إلى “الشراكة والدعم الأمريكي المطلق والتخاذل الرهيب من الأنظمة العربية والإسلامية”.
وقال الحوثي في كلمته الأسبوعية التي يتحدث فيها حول مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية المرتبطة به: إنه “على مقربة من اكتمال عامين كاملين” على العدوان، وبعد انتهاء دورة الأمم المتحدة الثمانين، لا يزال العدو الإسرائيلي يواصل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، متجاهلاً السخط العالمي الذي بلغ ذروته.
وحذّر من استمرار الإبادة الجماعية، التي تتخذ شكل التجويع والتدمير المنظم لما تبقى من الأبراج والمساكن، بهدف جعل الأحياء السكنية غير صالحة للحياة، مشيرا إلى استمرار التهجير القسري للمواطنين إلى مناطق غير آمنة وتخلو من مقومات الحياة الأساسية.
وأضاف قائد أنصار الله أن هذه العمليات تؤدي إلى سقوط “ما يزيد عن 2500 شهيد وجريح” جلّهم من النساء والأطفال، مع استهداف مباشر للنازحين والأحياء السكنية المحاصرة في مدينة غزة.
وانتقل الحوثي للحديث عن الوضع في القدس والضفة الغربية، مشيراً إلى أن “الأعداء الصهاينة يستمرون في انتهاك حرمة المسجد الأقصى”، وخص بالذكر “النفخ في البوق” كأحد الطقوس التي تمارس لانتهاك قدسيته.
كما استعرض جرائم الاحتلال في الضفة الغربية والتي تشمل “كل أشكال التدمير والاستهداف”، وتهجير سكان المخيمات ضمن عملية للتغيير الديموغرافي، و”استهداف البدو في مناطق رعيهم”، إضافة إلى استمرار جرائم الاختطافات وتعذيب الأسرى واضطهادهم.
وقال قائد أنصار الله إن “المشاهد في غزة أبلغ من الوصف”، داعياً إلى متابعة ما يحصل هناك “لإحياء الشعور بالمسؤولية”، محذرا من أن “تجاهل ما يحصل في غزة هو تنكر للإنسانية”، مؤكداً أن لهذه الأحداث تأثيرها المباشر على واقع الأمة وما يترتب عليها من مسؤوليات.
وأشار السيد الحوثي الى أن “مقترح ترامب لم يقبل حتى بالسلطة الفلسطينية ولم يقبلوا حتى بعنوان الدولة الفلسطينية حتى بالمستوى الشكلي الذي اعترفت به بعض البلدان الغربية”. ملفتاً إلى أن الإعلان لما يُسمى بخطة ترامب قُدّم لـ”نتنياهو” ليضيف عليه المزيد من التعديلات حتى تصبح خطة تتضمن كل ما يريده الإسرائيلي.
وأوضح أن الخطة الأمريكية الإسرائيلية “لم تتضمن أبدا أن يبقى هناك سيادة فلسطينية على قطاع غزة”، مشيرا إلى أنها عملت على “تشكيل هيئة إدارية أخرى من الأمريكيين والبريطانيين وغيرهم”.
وبيّن أن الهدف هو “تحويل قطاع غزة إلى منطقة مستباحة خالية من أي حضور مقاوم”، مؤكدا أن الإسرائيلي أدخل في الإعلان “بنودا لنزع سلاح المقاومة لتهجير المجاهدين من قطاع غزة”.
ورأى الحوثي أن هذا الإعلان الأمريكي جاء بعد “الضجة العالمية والاستياء العالمي من الوحشية والعدوان والإبادة الجماعية التي يمارسها العدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية ضد الشعب الفلسطيني”. ولفت إلى أن “حجم الإجرام اليهودي الصهيوني بشراكة أمريكية في قطاع غزة ضد الشعب الفلسطيني في جريمة القرن والعصر قد بلغ إلى مستوى مهول ورهيب”.
وأشار إلى أن “الضجة العالمية والاستياء في كل الدنيا” يمثلان “ضغطا مستمرا وعامل ضغط مستمر لمساندة الشعب الفلسطيني ومظلوميته، وللضغط على الحكومات والأنظمة”، معتبرا أن “أكثر الحكومات تعاونا مع العدو الإسرائيلي اضطرت إلى أن تعلن ولو على نحو شكلي اعترافها بالدولة الفلسطينية”.
وحذّر من أن الأسلوب الأمريكي المعتمد هو “الالتفاف عندما يعلو الصوت العالمي ضد العدوان”، حيث تقوم واشنطن بخطوات “شكلية تظهر الحلول لمعاناة الشعب الفلسطيني” حين “تخشى من أن يتحول السخط الشعبي إلى مواقف عملية”.
وضرب مثالاً على ذلك بـ “الجسر البحري” الذي كان تحت عنوان إيصال المساعدات، قائلاً: “تجلى للناس لاحقا أن الجسر البحري مجرد عملية خداع ومحاولة تلبيس وليس له أي جدوى”.
وأشار إلى أنه حين بلغت الأمور مستويات رهيبة من التجويع، اتجه الأمريكي نحو ما تُسمى “بمؤسسة غزة الإنسانية”.