كشفت تقارير إعلامية متزامنة، بينها ما نشره موقع “جيروزالِم بوست” العبري، أن الاتفاق الموقَّع في شرم الشيخ بشأن وقف الحرب على غزة يُعدّ مقدمة لتسوية سياسية أوسع في الشرق الأوسط، تقوم على إعادة الإعمار ونزع السلاح مقابل إدماج الاحتلال الإسرائيلي في منظومة التطبيع الإقليمي، وفق الرؤية الأميركية التي طرحها الرئيس دونالد ترامب خلال القمة.
وخلال القمة التي عقدت في منتجع شرم الشيخ المصري، أعلن ترامب عن توقيع وثيقة وقف الحرب في غزة بمشاركة مصر وقطر وتركيا، مؤكداً أن الاتفاق شامل للغاية ويضع قواعد لإدارة القطاع في المرحلة المقبلة. وأضاف قائلاً: “الآن تبدأ عملية إعادة البناء”، موضحاً أن إعمار غزة مشروط بنزع سلاح المقاومة، وهو ما رآه مراقبون محاولة واضحة لتطويع نتائج الحرب بما يخدم الأمن الإسرائيلي ومشاريع التطبيع.
وأكد ترامب بعد مراسم التوقيع أن “الجميع سيرغب في الانضمام إلى اتفاقات إبراهيم”، في إشارة مباشرة إلى احتمال توسيع دائرة التطبيع لتشمل دولاً عربية جديدة بعد اتفاق غزة، بما يجعل الحرب ومآسيها مدخلاً لإعادة دمج الاحتلال في المنطقة تحت مظلة “السلام الأميركي”.
وعُقدت هذه الاجتماعات ضمن قمة دولية موسعة تهدف إلى تثبيت اتفاق إنهاء الحرب وبحث ترتيبات “اليوم التالي”، وسط حضور رفيع من قادة الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا وعدد من الدول الأوروبية، في حين غاب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن القاعة رغم تضارب التصريحات بشأن مشاركته.
وبينما أعلنت الرئاسة المصرية أن نتنياهو سيشارك في القمة، أصدر الجانب الإسرائيلي بياناً ينفي حضوره، ما عكس ارتباكاً دبلوماسياً في اللحظات الأخيرة، يعكس بدوره الانقسام الداخلي في تل أبيب إزاء شروط التهدئة ومستقبل إدارة غزة.
ويرى مراقبون أن واشنطن تحاول تحويل اتفاق غزة إلى منصة سياسية لإعادة ترتيب الإقليم وفق أولوياتها الأمنية والاقتصادية، فيما تعتبر المقاومة الفلسطينية أن الرهان على نزع سلاحها وهم أميركي مكرور لن ينجح بعد أن أثبتت الحرب الأخيرة أن المقاومة باتت جزءاً راسخاً من معادلة الردع الإقليمي.