المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    شرط أمريكي مثير للجدل في وثيقة الضمانات لاستمرار وقف الحرب على غزة

    كشفت وثيقة الضمانات الأمريكية التي جرى توقيعها خلال قمة...

    شرط أمريكي مثير للجدل في وثيقة الضمانات لاستمرار وقف الحرب على غزة

    كشفت وثيقة الضمانات الأمريكية التي جرى توقيعها خلال قمة شرم الشيخ، عن شروط جديدة وضعتها واشنطن لإدامة اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مثيرةً جدلاً واسعاً بشأن مضمونها الحقيقي وغاياتها السياسية.

    الوثيقة التي وقعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى جانب الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ربطت بشكل مباشر استمرار الهدوء في غزة واستقرار المنطقة بمدى تقدم مسار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب تنفيذ إصلاحات ثقافية وتعليمية “تُعزز قيم التعايش” وتحدّ من “التطرف والكراهية”.

    وجاء في نص الوثيقة – التي سُرّبت مقتطفات منها – تأكيد على ما سمته “الحقوق التاريخية والروحية لليهود والمسيحيين في الشرق الأوسط”، ودعوة إلى “القضاء على الظروف التي تغذي الإرهاب والتعصب”. كما نصّت على أن ضمان السلام في غزة لن يتحقق بمعزل عن تحقيق سلام أوسع في الإقليم، وهو ما يعني، بحسب مراقبين، تحويل اتفاق غزة إلى بوابة لتكريس التطبيع الشامل بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.

    وفي الوقت الذي كان يُفترض أن تضع الوثيقة ضمانات واضحة تمنع عودة العدوان الإسرائيلي على غزة، اكتفت بصياغات فضفاضة تتحدث عن “المسؤولية المشتركة لحماية المدنيين”، دون أي إلزام قانوني أو ميداني لطرف الاحتلال.

    ويرى محللون أن واشنطن استخدمت اتفاق غزة كمدخل لإعادة تسويق مشروعها القديم حول “السلام الإقليمي مقابل الأمن الإسرائيلي”، وأن إدراج بنود تتعلق بالهوية الدينية والتاريخية لليهود هو جزء من محاولة فرض رواية الاحتلال كمرجعية ثقافية وأخلاقية في المنطقة.

    كما انتقدت أوساط عربية الوثيقة ووصفتها بأنها “خطة سياسية مموّهة” تهدف لإفراغ الاتفاق من جوهره الإنساني والسياسي، وتحويله إلى غطاء لتطبيعٍ موسّع، بينما غابت فيها أي إشارة لمسؤولية الاحتلال عن الجرائم المرتكبة خلال الحرب التي استمرت عامين.

    وتشير التقديرات إلى أن هذا الشرط الأمريكي الجديد قد يعقّد تنفيذ اتفاق وقف الحرب، خصوصاً في ظل رفض قوى المقاومة الفلسطينية لأي ربط بين الهدنة والتطبيع، مؤكدين أن “الاستقرار الحقيقي لن يتحقق إلا بزوال الاحتلال وإنهاء الحصار”.

    ويأتي الكشف عن الوثيقة في وقتٍ حساس، إذ ما تزال غزة تداوي جراحها بعد حربٍ دامية خلّفت أكثر من 67 ألف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى والمفقودين، بينما تواصل واشنطن محاولاتها لإعادة صياغة المشهد الإقليمي بما يخدم أولوياتها الاستراتيجية ويعيد تأهيل الكيان الإسرائيلي بعد هزيمته السياسية والعسكرية أمام المقاومة.

    spot_imgspot_img