في تصعيد جديد وانتهاك صارخ لحرمة المقدسات، اقتحم وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير صباح اليوم الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك برفقة عشرات المستوطنين المتطرفين، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، وذلك لإحياء ما يسمى عيد “بهجة التوراة”.
وخلال الاقتحام، أدى المستوطنون طقوساً وصلوات تلمودية علنية في مشهد اعتبره مراقبون محاولة جديدة لفرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، في ظل استمرار شرطة الاحتلال بمنع المصلين الفلسطينيين من دخول المسجد خلال فترات الاقتحام.
ويعدّ هذا الاقتحام الثاني لبن غفير خلال أسبوع واحد، إذ كان قد شارك الأربعاء الماضي مع وزير التراث عميحاي إلياهو وعضو الكنيست إسحاق كرويزر في اقتحام مماثل للأقصى خلال ما يسمى عيد “العرش اليهودي”، والذي شهد اقتحام أكثر من 7119 مستوطناً ومتطرفة للمسجد خلال خمسة أيام متواصلة — في رقم قياسي مقارنة بالأعوام الماضية، حيث بلغ عدد المقتحمين 5980 عام 2024 و5729 عام 2023، وفق إحصاءات دائرة الأوقاف الإسلامية.
وفي موازاة الاقتحام، شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات واعتقالات واسعة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، تخللتها اعتداءات على ممتلكات المواطنين وتحويل عدد من المنازل إلى ثكنات عسكرية ونقاط مراقبة ميدانية، خصوصاً في محافظات جنين ونابلس والخليل.
ويرى مراقبون أن تصرفات بن غفير تأتي ضمن مخطط ممنهج لتهويد القدس وتثبيت الوجود الصهيوني في الحرم الشريف، مستغلًّا الانشغال الإقليمي والدولي في ترتيبات “اتفاق غزة”، في وقت تؤكد فيه المقاومة الفلسطينية أن الاعتداء على الأقصى يمثل تجاوزاً لكل الخطوط الحمراء وسيعيد المواجهة إلى الواجهة مجددًا.