المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    غــمــر الاحتلالَ صواريخ

    الشهيد الغُمَاري.. ارتقى دفاعًا عن غزة وغدا ضياءً خالدًا...

    دم الغُماري.. وَقودٌ صُـــلب

    دم القادة لا يُهدَر، باستشهاد معمار القوة الصاروخية اللواء...

    القائد الغُمَاري.. رجل بمستوى التحديات

    منذ انطلاقة المشروع القرآني عام ٢٠٠٢م، لم يغب دورُ...

    ملخص كلمة السيد الحوثي: ان عدتم عدنا ونحن في جهوزية دائمة وزمن الهيمنة الأمريكية انتهى.. واليمن ماضية في طريق النصر والوفاء لفلسطين

    في خطابٍ سياسي–عسكري حاسم وممتدّ، رسم قائد أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي ملامح المشهد الإقليمي والدولي الجديد، مؤكدًا أن المعادلة قد انقلبت وأن “الأمة باتت على أعتاب مرحلة التحرر الكامل من قبضة الهيمنة الأمريكية والصهيونية”.

    جاءت الكلمة في الذكرى السنوية لاستشهاد القائد الفلسطيني يحيى السنوار، وفي توقيتٍ بالغ الحساسية عقب إعلان القوات المسلحة اليمنية استشهاد رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري، الذي وصفه القائد بـ“أحد أعمدة معركة الإسناد لغزة ورمز الإيمان والجهاد”.

    محور أول: تمجيد قادة المقاومة وتكريس وحدة الجبهات

    افتتح السيد الحوثي خطابه باستحضار تضحيات القادة الشهداء الذين مثّلوا مدارس في الصمود والمواجهة، مؤكدًا أن “الشهيد السنوار هو عنوان الصمود الفلسطيني والتضحية في سبيل الله، كما كان الشهيد الغماري عنوانًا للإسناد اليمني في معركة الفتح الموعود”.

    وأشار إلى أن الجمهورية الإسلامية في إيران، وحزب الله في لبنان، وجبهة العراق واليمن، تشكّل اليوم أركان المحور المقاوم الذي “أفشل مخططات الاستكبار العالمي وغيّر موازين الصراع”.

    وقال بلهجة حازمة:

    “منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى تغيّرت المعادلة… المقاومة فرضت شروطها، والعدو الإسرائيلي فشل فشلًا تامًا رغم الدعم الأمريكي والغربي المفتوح”.

    محور ثانٍ: فشل العدو الإسرائيلي واستنزافه السياسي والعسكري

    خصّ السيد القائد جزءًا واسعًا من كلمته لتفكيك المشهد الإسرائيلي، مؤكدًا أن العدو فقد زمام المبادرة وفشل في تحقيق أهدافه الاستراتيجية.
    وأضاف:

    “لم يتمكن العدو من استعادة أسراه إلا عبر صفقة تبادل مهينة رغم كل إجرامه ودعمه الغربي الهائل، ولم يكسر إرادة الشعب الفلسطيني ولا مقاومته”.

    ولفت إلى أن ما وصفه بـ“الاتفاق الإجباري” بين المقاومة والعدو يشكل “إعلان فشل مدوٍّ لمشروع إسرائيل الكبرى ولخطة تغيير الشرق الأوسط الجديد التي بشّر بها الأمريكيون”.

    كما حمّل الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن جرائم الإبادة في غزة، قائلاً:

    “الأمريكي ليس مشفقًا على الفلسطينيين، بل شريك مباشر في قتل الأطفال والنساء، وسلاحه وغطاؤه السياسي هما جريمة القرن”.

    محور ثالث: اليمن في طليعة جبهات الإسناد – معركة بحرية وتاريخ من الصمود

    في نبرةٍ واثقةٍ ومفعمة بالاعتزاز، أكّد السيد القائد أن اليمن أثبت موقعه المحوري في معادلة الردع الإقليمي، وأنه “قاد أعقد وأجرأ مواجهة بحرية في التاريخ الحديث”.

    وأوضح أن العمليات الإسنادية اليمنية “استمرت بصواريخ ومسيرات وزوارق حربية بزخم كبير وبنجاح عملياتي واضح”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل فشلوا فشلًا ذريعًا في إيقافها رغم آلاف الغارات ومحاولات التشويش والتدمير.

    وقال القائد بلهجة تحدٍّ واضحة:

    “أمريكا دخلت المعركة بخمس حاملات طائرات، لكنها خرجت منها مثقلة بالهزيمة… تحوّلت رموز قوتها إلى عبء ثقيل عليها، وهربت من مسرح المواجهة”.

    وأضاف أن القادة العسكريين الأمريكيين أنفسهم اعترفوا بأن “المعركة البحرية مع اليمن لم يسبق لها مثيل منذ الحرب العالمية الثانية”.

    وأكد أن استخدام الصواريخ الباليستية في العمليات البحرية كان مفاجأة أربكت العدو وأدهشته، وأن “مسار التطوير والابتكار مستمر، يزداد دقة وتأثيرًا رغم الحصار والعدوان”.

    محور رابع: كشف الخلايا التجسسية ودور المنظمات الدولية

    في عرض أمني لافت، كشف السيد القائد عن ضلوع خلايا تجسسية مرتبطة بالمنظمات الدولية، بينها برنامج الغذاء العالمي واليونيسف، في تزويد العدو الإسرائيلي بمعلومات عن اجتماعات حكومية استُهدفت لاحقًا بالقصف.
    وقال:

    “نحن على يقين تام من ضلوع هذه الخلايا، ولدينا أدلة قاطعة وأجهزة تم ضبطها كانت تُستخدم للتجسس والرصد لصالح العدو”.

    وحذر القائد من الاستغلال الأمريكي للمنظمات الإنسانية كغطاءٍ لأنشطة عدوانية، معتبرًا أن “الأمم المتحدة تتحمل مسؤولية مباشرة عن هذا الانحراف الخطير في دورها الإنساني”.
    وأضاف:

    “الذين يعملون لصالح الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية تحت غطاء العمل الإنساني، لا يختلفون عن أدوات الموت في غزة إلا في الشكل”.

    محور خامس: الجبهة الداخلية اليمنية – زخم شعبي وتعبئة مستمرة

    استعرض السيد القائد في خطابه الزخم الشعبي غير المسبوق في اليمن، مؤكدًا أن “التحرك الشعبي المليوني المستمر لأكثر من عامين يمثل نموذجًا عالميًا في الوعي الثوري”.

    وأشار إلى مشاركة أكثر من 1400 ساحة في التظاهرات الأسبوعية، وإلى مخرجات أكثر من مليون مجاهد مدرّب في إطار برامج التأهيل العسكري.

    كما أشاد بدور العلماء والقبائل وطلاب الجامعات ووسائل الإعلام الوطنية، واصفًا الإعلاميين بـ“فرسان الجهاد الذين واجهوا ماكينة الصهيونية بأقلامهم وعدساتهم وصمودهم”.

    وأكد أن الموقف اليمني الرسمي والشعبي تحرر من السقف الأمريكي، وتحرك على “أساس الواجب الديني لا المصلحة السياسية”.

    محور سادس: دعوة إلى اليقظة والإعداد لجولات قادمة

    ختم السيد القائد خطابه بتوجيه رسالة استراتيجية حاسمة إلى العدو الإسرائيلي، قائلاً:

    “القاعدة مع العدو هي وإن عدتم عدنا، ونحن باقون في جهوزية دائمة، وحضورنا مستمر في كل ميدان من ميادين الإسناد.”

    وأكد أن “الكيان الإسرائيلي كيان مؤقت إلى زوال، وأن وعد الله بالنصر والتمكين قادم لا محالة”.
    كما دعا الشعب اليمني إلى الخروج المليوني الواسع في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، “تتويجًا لمسيرة الصمود، وتأكيدًا على الجهوزية لأي تصعيد أو نكث من العدو”.

    خلاصة تحليلية: خطاب القوة والتموضع

    يُعد هذا الخطاب من أكثر خطابات السيد القائد تماسكًا واستراتيجية منذ بدء معركة الإسناد لغزة، إذ جمع بين التحليل العسكري، والبعد الأمني، والتأطير العقائدي والسياسي في منظومة واحدة تُظهر أن اليمن بات فاعلًا مركزيًا في محور المقاومة، لا تابعًا فيه.

    كما عكس الخطاب ثقةً متزايدةً بالنصر، مستندًا إلى معطيات ميدانية حقيقية وإلى سردية تتجاوز المحلية إلى العالمية، عنوانها:

    “اليمن في قلب معركة الأمة… والإسناد باقٍ حتى زوال الكيان.”

    spot_imgspot_img