الشهيد الغُمَاري.. ارتقى دفاعًا عن غزة وغدا ضياءً خالدًا في سماء القدس. لكنْ يرحل أسد.. ويظهر 50 أسدًا
بكل العز والفخر وبكل ما تحمله معاني الإباء والحمية والأنفة، وبكل مشاعر الكرامة والشرف والإنسانية تزفّ اليمن إلى الأُمَّــة خبر استشهاد أحد قادتها العسكريين في هذا العصر، الشهيد القائد اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري، الذي ارتقى شهيدًا مدافعًا عن غزة نصرةً لفلسطين، ضد العدوّ الصهيوني الغاشم.
لقد أعلنت القوات المسلحة اليمنية بكل فخرٍ واعتزاز استشهاد القائد الغماري وهو يؤدي واجبه دفاعًا عن الشعب الفلسطيني المظلوم، مؤكّـدةً أن دماءَه الطاهرة ستزيد الأحرار إصرارًا على مواصلة الطريق حتى تحرير القدس.
هاهنا نجمٌ من نجوم اليمن انطفأ جسدًا ليضيء بدمه الطاهر درب المجاهدين والأحرار في كُـلّ مكان.
فـمن خلف ما مات، ومن استُشهد نال وسام الحياة الخالدة.
لقد مثّل الشهيد الغماري مدرسة فريدة في القيادة والبناء والجهاد، استطاع خلالها أن يصنع الرجال ويؤهل القادة، حتى غدا أصغر مجاهدٍ من تلامذته يحمل من الحنكة والإيمان ما يوازي مدرسة القائد نفسه.
لقد عاش مؤمنًا بعدالة القضية، ومات مرفوع الرأس، وهو يسير على طريق القدس الذي وهب له حياته.
ويأتي هذا الاستشهاد ليؤكّـد للعالم من جديد أن اليمن ما تزال ثابتة على مواقفها المبدئية، وأن عزيمة أبنائها لا تلين وأن النصر قادم من بلد الأنصار.
فـ صمود الشعب اليمني والتزامه بالقضايا العادلة سيبقيان منارةً للأمل ورسالة اليمن اليوم هي رسالة ثباتٍ وتضامنٍ مع المظلومين، وإعلان أن مواقفها الراسخة ستظل حاضرة في ميادين الكرامة والساحات السياسية والشعبيّة على حَــدّ سواء.
وفي مشهدٍ يجسّد عظمة اليمن وصمودها، تمّ تعيين اللواء الركن يوسف حسن المداني رئيسًا لهيئة الأركان العامة خلفًا للشهيد القائد الغماري، في تأكيدٍ أن القيادة لا تموت، بل تتجدد كما تتجدد جذوة الثورة.
إنه مشهد يختصر كُـلّ معاني الوفاء والعزيمة:
أسدٌ يرحل.. ويظهر أسد.
سلامٌ على الغماري يوم وُلد حرًّا، ويوم جاهد صادقًا ويوم ارتقى شهيدًا في سبيل الله وعلى درب القدس.
