أكد قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطاب الإسبوعي، اليوم الخميس، أن العمليات الإسنادية بالصواريخ والطائرات المسيرة والعمليات البحرية مستمرة بزخم واسع وتأثير استراتيجي كبير على العدو الصهيوني وحلفائه، مشدداً على أن المعركة لم تتوقف رغم العدوان الأمريكي البريطاني المباشر على اليمن.
وأوضح أن العمليات البحرية اليمنية سجلت نجاحات نوعية لها تأثير استراتيجي واضح في المعركة، مؤكداً أن “النجاحات على مستوى البحر لم تقتصر على الإسناد لغزة، بل تجاوزت ذلك إلى شلّ جزء كبير من الحركة الملاحية الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي”. وأشار إلى أن الأمريكي دخل في عدوان مباشر على اليمن دعماً للكيان الإسرائيلي في جولتين متتابعتين بالشراكة مع بريطانيا، استخدم خلالهما “وسائل قتالية متطورة وخمس حاملات طائرات وطائرات بي 2 وبي 52 والقنابل والصواريخ الحديثة” في محاولة فاشلة لوقف العمليات اليمنية.
وقال السيد الحوثي إن “العدو الأمريكي ومعه البريطاني والإسرائيلي نفذوا ما يقارب ثلاثة آلاف غارة جوية وبحرية استهدفت الأعيان المدنية والبنية التحتية في البلاد”، لكنه شدد على أن العدوان فشل فشلاً ذريعا في تدمير القدرات الصاروخية والمسيرة اليمنية، مؤكداً أن “القوات اليمنية أسقطت عدداً كبيراً من طائرات إم كيو 9 الأمريكية، إلى حدّ أن سقطت هيبتها كرمز لتفوق واشنطن العسكري”. وأضاف أن حاملات الطائرات الأمريكية تحولت إلى عبء على واشنطن بعد أن فقدت القدرة على العمل في مسرح المواجهة وهربت من البحر الأحمر والمحيط الهندي.
وفي تقييمه العسكري، أوضح السيد الحوثي أن “القادة العسكريين الأمريكيين أقرّوا بأن مستوى المعركة البحرية مع القوات اليمنية لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية”، مؤكداً أن اليمن نقل المواجهة إلى مستوى استراتيجي جديد، أثبت فيه قدرته على المبادرة والتطوير والابتكار رغم الحصار والتحديات. وقال: “فشل الأمريكي فشلاً تاماً في الحد من الموقف اليمني أو تعطيل قدراته، بل إن المعركة تحولت إلى عامل تطوير نوعي في كل المسارات الدفاعية والهجومية”.
وفي محور آخر من كلمته، أكد السيد القائد أن اتفاق وقف العدوان على غزة يمثل اعترافاً صريحاً بفشل العدو الإسرائيلي في تحقيق أهدافه، موضحاً أن “هذه الجولة من الصراع التي استمرت لعامين كانت من أكبر جولات الاشتباك العسكري في تاريخ القضية الفلسطينية”. وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي لم يحقق أي من أهدافه المعلنة، لا في القضاء على المقاومة، ولا في استعادة أسراه إلا عبر صفقة تبادل، لافتاً إلى أن “إسرائيل ومعها الأمريكي ذهبا بالمنطقة إلى حافة حرب كبرى كان لها أثر عالمي واسع”.
وشدد السيد القائد على أن العدو الإسرائيلي لا يلتزم بأي اتفاقيات إلا تحت الضغط والإرغام، داعياً إلى الجهوزية العالية والاستعداد الدائم لأي جولات جديدة من التصعيد، ومؤكداً أن “توقف العدوان لا يعني نهاية المعركة، فهي جولة انتهت، لكن الجولات القادمة حتمية”. وأوضح أن “العدو الإسرائيلي لن يترك فلسطين ولن يتخلى عن مشروعه الصهيوني، ومعه الأمريكي الداعم والشريك في كل جرائمه”.
وفي جانب آخر من خطابه، تناول السيد القائد الجرائم الإسرائيلية المستمرة رغم وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن “العدو لا يزال يقتل الفلسطينيين ويضيّق على المساعدات الإنسانية، بل ويمارس التعذيب بحق الأسرى المفرج عنهم ويرتكب جرائم بشعة بحق جثامين الشهداء الذين أعيدوا معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي، بل ودهس بعضهم بجنازير الدبابات”. كما كشف عن فشل “محاولات العدو تحريك عملائه الخونة داخل قطاع غزة للسيطرة على بعض المناطق تحت ذرائع الشرعية والحرب الأهلية”، مشيداً بـ“الدور البطولي للأجهزة الأمنية في غزة التي حسمت المعركة ضد العصابات العميلة وأفشلت المخطط الأمريكي الصهيوني بالكامل”.
وفي ختام خطابه، دعا السيد القائد الشعب اليمني إلى الخروج المليوني الواسع يوم الجمعة تأكيداً على الثبات والجهوزية لأي تصعيد، قائلاً: “أدعو شعبنا العزيز إلى خروج مليوني عظيم تتويجاً لمسيرة الصمود الأسبوعية، وتأكيداً على الحضور الشعبي المستمر في مواجهة العدوان ودعم فلسطين”. وأضاف: “نؤكد للعالم وللعدو الإسرائيلي ولإخواننا المجاهدين في فلسطين حضورنا المستمر وجهوزيتنا الدائمة لعمليات الإسناد في حال عاد العدو الإسرائيلي إلى عدوانه، فقاعدتنا كانت وستظل — وإن عدتم عدنا — ونحن على ثقة بوعد الله ونصره”.
وأكد السيد القائد أن العدو الإسرائيلي إلى فشل وهزيمة حتمية، وأن كيانه زائل لا محالة، قائلاً: “أمر الله آتٍ آتٍ بزوال الكيان الإسرائيلي المجرم، والشعب الفلسطيني سينال حريته واستقلاله الكامل، وهذا وعد الله الذي لا يتخلف”. واختتم بتأكيد أن “اليمن سيبقى حاضراً في معركة الأمة، متمسكاً بموقفه المبدئي حتى يتحقق النصر الكبير، وتتحرر القدس وتزول الهيمنة الأمريكية والصهيونية من المنطقة بأسرها”.