منذ أول يوم التحق بالمسيرة، آمن أنّ النصر ليس بالعدّة ولا بالعدد، بل بالإيمان الصادق والرجوع إلى الله.
الشهيد اللواء محمد عبدالكريم الغماري لم يكن مُجَـرّد قائد عسكري، بل كان مدرسة إيمانية قرآنية تمشي على الأرض.
وكان يقول دائمًا:
“القرآن هو سلاحنا الأول، ومن تمسّك به لا يُهزم أبدًا”.
ومن هذا الإيمان انطلق الغماري يخطّط ويقود بمعنوية عالية، يعلم أن كُـلّ خطوة في سبيل الله محسوبة عند رب العالمين.
لم يعرف الراحة ولا التراجع، وكان من أوفى الرجال للمسيرة القرآنية ولقائدها، مؤمنًا أنّ هذا المسار هو طريق الأنبياء والأحرار.
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}
بطولات الغماري كانت تُروى في الميدان قبل الإعلام.
قاد معارك كبيرة، وكان دائمًا في الصفوف الأولى، لا يرسل الجندي إلّا وهو أمامه.
في أكثر من جبهة وقف بثباتٍ عجيب، يرفع المعنويات ويزرع الإيمان في قلوب المقاتلين، مذكّرًا بقول الله تعالى:
{كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ}
كان من أبرز من ساهموا في بناء القوة الدفاعية لليمن ورفع قدراتها الصاروخية والجوية، حتى أصبحت كلمة “اليمن” تُرعب الأعداء.
وكان يرى في كُـلّ إنجاز عسكري نصرًا قرآنيًّا لا فخرًا دنيويًّا، وعدًا من الله لعباده المؤمنين.
{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}
الغماري عاش للحق ومات عليه، لم يُبدّل ولم يُغيّر، وارتقى شهيدًا في سبيل الله والمسيرة القرآنية، ثابتًا على العهد، رافعًا راية الإيمان حتى آخر لحظة.
استُشهد وهو يؤدي واجبه الجهادي، وترك للأُمَّـة سيرةً تملأ القلب بالعزّة والفخر.
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}
واليوم، حين يذكر الناس الغماري، فإنهم يذكرون الرجولة والإيمان والثبات، يذكرون القائد الذي ربط حياته بالقرآن وجعل من كُـلّ موقف درسًا في الصدق والتضحية.
رحل الجسد، لكن بقي الأثر، وبقيت كلماته ومواقفه تهزّ وجدان كُـلّ من يسير في درب المسيرة القرآنية.