المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    “الفرصة الأخيرة”.. أسطورة ليفربول يحذر محمد صلاح قبل لقاء مانشستر يونايتد

    يعتقد أسطورة ليفربول توني كاسكارينو أن المواجهة المرتقبة ضد...

    بيراميدز يهزم نهضة بركان ويتوج بطلا للسوبر الإفريقي للمرة الأولى في تاريخه

    توج فريق بيراميدز المصري بطلا لكأس السوبر الإفريقي لأول...

    أحدث منافس من هواوي لهواتف سامسونغ القابلة للطي

    بدأت هواوي بالترويج لهاتفها الجديد الذي سينافس هواتف Galaxy...

    مانشستر سيتي يعبر إيفرتون ويعتلي صدارة الدوري الإنجليزي

    قفز نادي مانشستر سيتي إلى صدارة جدول ترتيب الدوري...

    مايكروسوفت تزود “ويندوز 11” بتقنيات الذكاء الاصطناعي

    أعلنت شركة مايكروسوفت، تزويد نظام التشغيل “ويندوز 11” بقدرات...

    هَكَذَا انتصرَتْ غزّةُ على “إسرائيلَ”!

    على مدى عامين، فشلت “إسرائيل” في تحقيق أهداف عدوانها العسكري القذر على غزّة: استعادة الأسرى، والقضاء على حركة المقاومة حماس، التي انتصرت بفرض معادلة النصر: لن يعود الأسرى إلّا بصفقة تبادل عبر المفاوضات السياسية.

    وبعد عجزها الصريح، لجأت “إسرائيل” كعادتها إلى منقذها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ليُخرجها من مستنقع غزّة بنفوذه عبر خطة سياسية باسم “خطة ترامب”، في محاولة يائسة لردّ الاعتبار المفقود، ما يُعدّ انتصاراً عسكرياً لمقاومة غزّة. وكما قال البطل المُلثّم أبو عبيدة: “سيعود العدوّ لطاولة التفاوض جاثياً على ركبتيه”.

    في معركة الوجود غير المتكافئة، انتصرت غزّة على أبشع عدوان صهيو – أمريكي بقيادة الولايات المتحدة النازية وحلفائها وأدواتها في المنطقة والعالم، في حين لم يجرؤ قادة العرب المطبّعون على مجرد التفكير بقطع العلاقات مع “إسرائيل”، لا بالتلويح ولا بالتهديد، ولم تخجل الرياض ودمشق من الهرولة نحو التطبيع.

    مقاومة غزّة لم تنتصر على جيش “إسرائيل” فحسب، بل وعلى جيوش الأنظمة الصليبية المتصهينة: أمريكا، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وأستراليا، واليونان، والهند…إلخ، وآلاف مرتزقة الشركات الأمنية في العالم، بمشاركة استخباراتية لوجستية دفاعية من دول عربية مثل الإمارات والسعودية والأردن.

    في العدوان الصهيو – أمريكي الأخير على غزّة، خسرت “إسرائيل” أكثر من سبعة آلاف جندي وضابط قتيل، وأصيب أكثر من عشرين ألفاً من جيشها الذي انكشفت حقيقة أسطورته الكاذبة، وتكبُدت خسائر باهظة عسكرية وسياسية واقتصادية وأخلاقية ونفسية ومعنوية، وفُضح مشروعها الاستعماري الخبيث (إسرائيل الكبرى).

    غزّة انتصرت رغم خذلان قادة وأنظمة وحكومات ونُخب وعملاء العرب المطبّعين والمطوبرين في قطار التطبيع مع “إسرائيل” وأمريكا والغرب، لأطفال ونساء وكل أهل غزّة الذين حصد الموت منهم أكثر من ثلاثة آلاف شهيد بالجوع، وسبعين ألف شهيد بالقتل العمد وثلاثة أضعافهم جرحى.

    غزة انتصرت رغم تسابق السعودية والإمارات ومصر والأردن على إمداد “إسرائيل” بالغذاء من الجوّ وعبر الخط البري الممتد من الإمارات وبلاد الحرمين إلى الأردن، لكسر حصار اليمن على مطارات وموانئ الكيان وسفنه في البحر الأحمر.

    وحينما انتصرت غزّة بصمودها الاستثنائي أمام جبروت هولوكوست القتل والتدمير والتجويع والتهجير الصهيو – إمبريالي بأكثر من مائتي ألف طن من القنابل الأمريكية، رفع العالم الحرّ قبعته تعظيماً وسلاماً لغزّة ومقاومتها، في حين لا يجرؤ قائد عربي على ذكر “إسرائيل” وأمريكا بسوء حتى بالمزاح.

    وكتب التاريخ في صفحاته إن غزّة انتصرت على الكيان وحلفائه في الغرب والشرق وعلى العرب المطبّعين المدافعين عن القاعدة الجيو – سياسية الاستعمارية المسماة “إسرائيل”، وأحيت اسم فلسطين باعتراف العالم بدولة فلسطين، بينما عُزلت ونُبذت وتشيطنت “إسرائيل” من أنظمة وكيانات وشركات كثيرة، ومن كل أحرار العالم، وأصبح اسمها مرسوماً في ذهنية العالم بوسم الدّماء.

    انتصرت غزّة رغم تراكم الأوجاع والجروح وآهات الفقد والقهر والحزن وارتجاف الأرواح والأجساد من الخوف والجوع والبرد، ومعاناة لا تدونها دفاتر الأرض. غزّة انتصرت، باعتراف الجنرال الصهيوني إسحاق بريك لصحيفة “معاريف”: “في نهاية المطاف، نتنياهو لم يحقق هدف هزيمة حماس”.

    وأقرّ الصحفي الصهيوني حاييم ليفنسون لصحيفة “هآرتس”: “حتى اليوم الأخير من الحرب، حافظت حماس على هيكلها التنظيمي وقيادتها السياسية والميدانية وسيطرتها في غزّة، ولم يجرؤ أحد على الانسحاب من صفوفها، أو إجراء مفاوضات مستقلة بشأن الاستسلام، أو بيع الرهائن مقابل المال”.

    الحقيقة التي يراها العالم تؤكد أن غزّة انتصرت يوم انطلقت “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، وانتصرت بصمودها 740 يوماً في خنادق الجهاد المقدّس بوجه أعتى جيوش الفاشية، ثم انتصرت في 8 أكتوبر 2025 بعد عامين من التضحيات، وأجبرت “إسرائيل” على التفاوض، بإقرار مراسل قناة 14 العبرية: “لا أفهم لماذا سفكنا دم جنودنا في غزّة؟ إذا كانت الولايات المتحدة هي من أعادت الأسرى، وليس بقوة العدوان العسكري”.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    صادق سريع

    spot_imgspot_img