المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    “الشهيد الغماري” بلسان “السيد الحوثي” ومعالم المرحلة الجديدة

    قدّم قائد أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين...

    ملخص كلمة “السيد الحوثي” في استشهاد “اللواء الغماري” وعن اخر المستجدات

    في خطابٍ حافلٍ بالرسائل السياسية والعسكرية، قدّم قائد أنصار...

    تفاصيل جديدة وهواجس محلية حول هجوم أبين الدامي.. صراع فصائل أم هجوم إرهابي؟

    كشفت مصادر في المجلس الانتقالي الجنوبي، سلطة الأمر الواقع...

    وداع مهيب لرمز الوفاء والفتح الموعود الغماري

    احتضن ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء تشييعًا رسميًا وشعبيًا مهيبًا للشهيد المجاهد الفريق الركن محمد عبد الكريم الغماري، في مراسم جنائزية جسدت الهيبة والوطنية. حضر كبار القادة السياسيون والعسكريون والدينيون، إلى جانب طوفان من الحشود الهائلة من أبناء الشعب الذين توافدوا منذ ساعات الصباح لتوديع هذا القائد الوطني، في مشهد حمل رسائل واضحة إلى العالم عن قوة إرادة الشعب اليمني وتماسكه في مواجهة التحديات.

     لم يكن الموكب مجرد جنازة عسكرية، بل كان بيانًا صريحًا لكل من يحاول النيل من أرض اليمن وكرامة شعبه: دماء الشهداء لن تذهب سدى، والجريمة لن تمر دون حساب. رسالة صنعاء كانت واضحة ومباشرة: اليمن ماضٍ في درب التضحية والفداء حتى تحرير فلسطين والقدس، وأن يد أبطال اليمن ستجعل الكيان في الأرض المحتلة يدفع الثمن غاليًا حتى يتحقق النصر والحرية لأبناء الأمة.

    الفريق الركن الغماري لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان رمزًا للشجاعة والإخلاص والتضحية. مسيرة حياته كانت حافلة بالعطاء والفداء، وقد خاض معارك وصعد ميادين الدفاع عن الأرض والكرامة بشجاعة استثنائية، ليصبح مثالًا للوفاء والقيادة الوطنية. استشهاده لم يترك فراغًا في قلوب أهله فحسب، بل كان إشعارًا مباشرًا للأعداء بعزيمة الشعب اليمني الراسخة، مؤكدًا أن التضحية هي السبيل لإعلاء الكرامة والحرية، وأن إرادة اليمن لن تُكسر.

    الحشود التي غمرت الميدان كانت طوفانًا من الوفاء الشعبي، رفعت صور الشهيد وهتفت شعارات وطنية، في مشهد جسد الروح الجماعية والتلاحم الوطني. أصوات الهتافات امتزجت بالدموع والفخر، لتؤكد أن الشعب اليمني يرى في كل شهيد قائدًا ومثالًا للوفاء والحرية. الفرق العسكرية سارت جنبًا إلى جنب مع المواطنين، لتظهر أن التضحية ليست خيارًا هامشيًا، بل عقيدة وطنية راسخة مستمدة من وجدان الأمة وحقها المشروع في الدفاع عن الأرض والكرامة.

    وفي وقت تتسابق فيه أنظمة وحكومات لدعم الكيان الصهيوني وشرعنة جرائمه ضد أبناء غزة، قدمت اليمن وحكومتها نموذجًا فريدًا من التضحية والفداء، موقفًا يعكس التزام الدولة والشعب بالقضية الفلسطينية حتى النصر. المشهد في السبعين كان رسالة عملية مفادها أن إرادة الشعوب أقوى من كل سياسات المصالح والهيمنة، وأن الشعب اليمني سيظل صامدًا في وجه العدوان والظلم مهما بلغت التحديات.

    الموكب الجنائزي حمل رمزية كبيرة؛ فقد كان تأكيدًا عمليًا على أن دماء الشهداء ستظل منارة تهدي الأجيال القادمة، وأن التضحية مستمرة حتى تحقيق النصر الكامل. كل خطوة في الموكب، وكل صورة للشهيد، وكل هتاف شعبي، كانت رسالة واضحة للعالم: اليمن لن تتراجع، ولن يضيع فداء القادة، ولن يهدأ لها بال حتى يتحقق النصر والحرية لفلسطين والقدس، في إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.

    الحدث في ميدان السبعين لم يقتصر على الجانب الشعبي فقط، بل حمل أيضًا رسالة سياسية قوية على المستوى الإقليمي والدولي، مفادها أن اليمن يقف ثابتًا أمام كل من يحاول فرض الهيمنة أو العدوان على الأمة. كل جريمة تُرتكب في فلسطين أو أي أرض عربية ستواجه بصمود وإرادة لا تلين، وأن الشعب اليمني يرى في التضحية والوفاء قيمة لا يمكن المساس بها.

    ختامًا، سيظل الشهيد الغماري صرحًا من الوفاء وقلعة من الثبات لا تهزها الرياح. صوته سيظل يصدح في وجدان الشعوب، يذكّر الجميع أن طريق النصر مرصوف بدماء الشهداء، وأن كل شهيد يورث الراية، وكل مجاهد يحرس العهد ويثبت العزة والكرامة. إرث الغماري ليس مجرد صفحات تاريخية، بل رسالة حية للأمة: أن التضحيات تصنع الأمم، وأن كل قطرة دم تُسفك في سبيل الحق تصنع شعبًا أشد قوة، وأمة لا تنكسر، وواجبًا خالدًا لا يزول أبدًا.

    شهداؤنا هم رمز فخرنا وعزتنا ومجدنا، وهم من جسدوا بحق قيم الإخلاص والانتماء والوفاء للوطن.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    محمد عبد المؤمن الشامي

    spot_imgspot_img