“إسناد اليمنِ لغزّةَ بالعمليّاتِ العسكريّةِ ضدَّ العدوانِ الصهيو – أمريكي يُعَدُّ إسناداً نادراً وموقفاً أخلاقيّاً استثنائيّاً وحيداً”، هكذا وصفته مجلّة “نيو إيسترن أوتلوك” الروسيّة.
وقالت: “إنّ إعلان القوّاتِ المسلّحةِ اليمنيّةِ جبهةً دعم عسكريّةً لغزة ضدَّ ‘إسرائيل’ والسفنِ المرتبطةِ بها في البحرِ الأحمر لم يكن عملًا عسكريّاً فحسب، بل إعلانَ تضامنٍ إستراتيجيٍّ نادرٍ من اليمنِ لغزة في زمنِ التخاذلِ والتطبيع”.
وأضافت: “في ذروةِ عدوانِ الإبادةِ الإسرائيليِّ على غزّة، هناك أنظمةٌ عربيّةٌ استمرّت في الدور المخزي بتعزيزِ علاقاتها مع الكيان، بل وشاركت في رسمِ مخطّطاتِ الغربِ لنزعِ سلاحِ المقاومةِ وفرضِ تسويةٍ تُقصي الفلسطينيين من قرارهم الوطنيّ”.
اليمنُ وفلسطين آخرُ معاقلِ الكرامةِ
وأكدت عجزَ العالمُ عن وقفِ عدوانِ الإبادةِ الصهيونيِّ في غزّة، ليصبحَ الصمودُ الفلسطينيِّ المدعومِ بإسنادِ اليمنِ الشجاعِ آخرَ معاقلِ الكرامةِ العربيّةِ في مواجهةِ نظامٍ دوليٍّ يُدارُ بمعاييرَ مزدوجةٍ ويُقدِّسُ مصالحَ القوّةِ على حساباتِ العدالةِ والإنسانيّة”.
واعتبرت الذكرى الثانية لمعركةِ “طوفانِ الأقصى”، التي نفّذتها المقاومةُ الفلسطينيّةُ في 7 أكتوبر 2023، لحظةَ كشفٍ حاسمةٍ غيرِ مسبوقةٍ لخيانةِ الأنظمةِ العربيّة، مقابلَ موقفِ الإسنادِ والتضامنِ الواقعيِّ والفعّالِ لليمنِ مع غزّة.
وحسبَ تحليلِ مجلّةِ معهدِ “الدراساتِ الشرقيّة” التابعِ لـ”أكاديميّةِ العلومِ الروسيّة”، “نيو إيسترن أوتلوك”، فإنّ ما يجري في غزّة لم يَعُدْ مجرّدَ عدوانٍ، بل جريمة مشتركة تنفّذُها ثلاثُ جهاتٍ: “إسرائيل”، وهي المنفّذُ المباشر، والولاياتُ المتّحدةُ والغربُ يقدّمان الدعمَ العسكريَّ واللوجستيَّ والدبلوماسيَّ، والأنظمةُ العربيّةُ المطبّعةُ التي اختارتِ الصمتَ وخذلانَ شعبِ غزّةَ الذي يُذبَحُ أمامَ مَرأى العالم.
وكان اليمنُ قد أعلنَ نهايةَ 2023 فتحَ معركةٍ عسكريّةٍ باسم “الفتحِ الموعودِ والجهادِ المقدّس” لإسنادِ غزّةَ ضدَّ عدوانِ الإبادةِ والتجويعِ الصهيو – أمريكي، ونفّذَ ‘1,835’ عمليّةً بالصواريخِ والطائراتِ والزوارقِ المسيّرة.
من خسائرِ البحريّةِ الفرنسيّة
وفي سياقِ الحدث، كشفَ قائدُ الطيرانِ البحريِّ الفرنسيِّ، الأدميرال نيكولاس ديفوجير، لموقعِ “نافال نيوز” العسكريِّ الفرنسي، عن تكبّدِ قوّاتِ البحريّةِ الفرنسيّةِ عشراتِ ملايينِ الدولاراتِ في إنفاقِ إطلاقِ الصواريخِ الدفاعيّةِ للتصدّي للصواريخِ والمسيّراتِ اليمنيّةِ المساندةِ لغزّةَ في معركةِ البحرِ الأحمر.
وأقرَّ بإطلاقِ قوّاتِ الدفاعِ البحريّةِ الفرنسيّةِ أكثرَ من 20 صاروخًا من طراز “أستر” (ثلاثةُ ملايينِ دولارٍ للصاروخِ الواحد) في المعركةِ البحريّةِ ضدَّ قوّاتِ البحريّةِ اليمنيّة.
ووفقًا لإقرارِ ديفوجير، تكبّدتِ البحريّةُ الفرنسيّةُ في ساحةِ المواجهاتِ بمعركةِ البحرِ الأحمر، أكثرَ من ’60’ مليونَ دولارٍ قيمةَ تكاليفِ صواريخِ الدفاع دون احتسابِ خسائرِ النفقاتِ التشغيليّةِ والعسكريّةِ على مدى عدّةِ أشهر.
واستهدفَ اليمنُ في معركةِ إسنادِ غزّةَ ‘228’ سفينةً تجاريّةً وحربيّةً معادية، وأطلقَ ‘1,300’ صاروخٍ ومسيّرةٍ على الكيان، وأغلقَ ميناءَ أمّ الرشراش، وأغرقَ أربعَ سفنٍ انتهكت قرارَ الحظر، وأسقطَ ثلاثَ مقاتلاتٍ أمريكيّةٍ نوع F-18، و’26’ مسيّرةً نوع “MQ-9”: ’22’ منها في معركةِ “طوفان الأقصى”، وأربع أثناءَ العدوانِ الأمريكي – السعودي.
