انتقد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الأمم المتحدة والمؤسسات المتعددة الأطراف بشدة، محمّلًا إياها مسؤولية فشلها في منع الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدًا أن هذه الكيانات “لم تعد تؤدي دورها” في حفظ السلم والأمن الدوليين.
وفي تصريح أدلى به للصحفيين في بوترا جايا اليوم السبت، عقب لقائه رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم وقبيل قمة منظمة آسيان التي سيجتمع خلالها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال دا سيلفا:”من يمكنه أن يقبل الإبادة الجارية منذ فترة طويلة في قطاع غزة؟ إن المؤسسات المتعددة الأطراف التي أنشئت لمنع مثل هذه المآسي لم تعد تعمل. اليوم، مجلس الأمن والأمم المتحدة فقدا وظيفتهما الأساسية”.
وأشار دا سيلفا إلى أن العالم يشهد مأساة إنسانية غير مسبوقة، إذ يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة ضد الفلسطينيين منذ عامين، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 68 ألف شخص وإصابة نحو 170 ألفًا آخرين، إضافة إلى تدمير نحو 90% من البنى التحتية المدنية جراء قصف مكثف تجاوزت فيه كمية المتفجرات 200 ألف طن.
وأضاف أن وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في شرم الشيخ المصرية في 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بوساطة قطر ومصر وتركيا وبمشاركة الولايات المتحدة، جاء بعد “عامين من الكارثة الصامتة التي وقفت أمامها الأمم المتحدة مكتوفة الأيدي”.
وفي ما بدا تلميحًا إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال دا سيلفا:”سير الزعيم مرفوع الرأس أهم من جائزة نوبل”، وذلك في إشارة إلى انتقادات البيت الأبيض للجنة نوبل بعد منحها جائزة السلام للمعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بدلًا من ترامب.
ويأتي هذا التصريح بينما تشهد العلاقات بين واشنطن وبرازيليا تحسنًا تدريجيًا عقب فترة من التوتر بسبب محاكمة الرئيس اليميني السابق جايير بولسونارو، حليف ترامب، الذي حُكم عليه بالسجن 27 عامًا في سبتمبر/أيلول الماضي بتهمة التورط في محاولة انقلاب فاشلة عام 2022.
وكان ترامب قد فرض سابقًا رسومًا جمركية بنسبة 50% على الصادرات البرازيلية وفرض عقوبات على مسؤولين كبار احتجاجًا على ما وصفه بـ”الملاحقات السياسية”، إلا أن اللقاء الوجيز بين الزعيمين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، أعقبه اتصال هاتفي في السادس من أكتوبر الجاري، مهّد الطريق لاجتماع محتمل بينهما خلال قمة آسيان المقرر عقدها غدًا الأحد.
