في تصعيد جديد ينذر بمواجهة دولية مفتوحة، دفعت روسيا وإيران، اليوم السبت، بتعزيزات عسكرية واسعة إلى فنزويلا، في ظلّ مؤشرات قوية على قرب هجوم أمريكي مرتقب على الدولة اللاتينية التي تمثل أحد أبرز معاقل المناهضين للهيمنة الغربية.
وأظهرت صور بثّتها وسائل إعلام دولية انتشار منظومات صواريخ روسية وإيرانية متطورة في مواقع استراتيجية داخل الأراضي الفنزويلية، تشمل أنظمة دفاع جوي متعددة الطرازات، في خطوة تؤكد أن موسكو وطهران قررتا الوقوف عملياً إلى جانب كاراكاس في مواجهة التصعيد الأمريكي المتسارع.
التحركات الروسية – الإيرانية جاءت بالتزامن مع حشد عسكري أمريكي غير مسبوق في منطقة الكاريبي، حيث نشرت واشنطن حاملة الطائرات “يو إس إس فورد” وعدداً من القطع الحربية الثقيلة بعد سحبها من الشرق الأوسط، كما بدأت بناء قواعد جديدة في جزر ترينيداد وتوباغو، وسط طلعات مكثفة للقاذفات الاستراتيجية وطائرات التجسس في أجواء المنطقة.
في الوقت نفسه، كشفت تقارير إعلامية عن تحريك وحدة العمليات الخاصة الأمريكية المعروفة بـ“وحدة الشياطين”، المتخصصة في عمليات الاغتيال والتسلل، وسط نقاش داخل الإدارة الأمريكية حول مصير الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بين خيار “الاغتيال أو الاعتقال والنقل إلى الولايات المتحدة”.
ووفق تسريبات صحفية، تستعد واشنطن لشن هجوم عسكري شامل على فنزويلا في نوفمبر المقبل، بذريعة مكافحة شبكات تهريب المخدرات، في حين يرى مراقبون أن الهدف الحقيقي هو السيطرة على أكبر احتياطي نفطي في العالم وكسر التحالف الفنزويلي مع موسكو وطهران وبكين.
في المقابل، تسعى الإدارة الأمريكية لتأمين جبهتها الدبلوماسية قبل التصعيد العسكري، إذ تعوّل على صفقة كبرى مع الصين تشمل ملف تايوان مقابل حياد بكين في المعركة المحتملة ضد فنزويلا وحلفائها. وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن لقاءً محتملاً بين الرئيسين الأمريكي والصيني قد يُعقد في كوريا الشمالية لترتيب الصفقة، بعد أن مهّد وزيرا خارجية البلدين لذلك خلال مفاوضات عقدت في ماليزيا.
ويؤكد محللون أن هذه التطورات تعيد مشهد الحرب الباردة بصيغتها الجديدة، حيث تقف روسيا وإيران والصين في جبهة واحدة ضد محاولات واشنطن فرض نظام أحادي، بينما يبدو أن فنزويلا ستكون الساحة الأولى لاختبار موازين القوة العالمية في المرحلة المقبلة.
