ركّزوا معي قليلاً: الجبهةُ الوحيدةُ من بين جبهاتِ المقاومةِ التي يشعرُ العدوّ الصهيونيُّ في قرارةِ نفسهِ اليومَ أنّهُ وقفَ عاجزاً أمامها، وأنّها قد نالتْ منه أكثر ممّا نالَتْ منه هيَ: الجبهةُ اليمنيةُ.
ليس هذا كلامي طبعًا، وإنما هو كلامُ كُـلّ الخبراءِ والمحلِّلينَ السياسيينَ والإعلاميينَ الإسرائيليينَ أنفسهم، الذين ما انفكّوا يتناقلونه ويتداولونه صراحةً وعلانيةً في كُـلّ قنواتهم الإخبارية، مرجعين هذا الأمرَ إلى سببين اثنين هما:
1ـ بُعدُ المسافةِ بين فلسطينَ المحتلّةِ واليمنَ وصعوبةُ الجغرافيا اليمنيةِ.
2ـ عدمُ توافرِ قاعدةِ بياناتٍ معلوماتيةٍ واستخباراتيةٍ كافيةٍ لديهم عن اليمنَ وقدراتِه ومواقعه العسكريةِ.
ماذا يعني هذا..؟
يعني أن هذا العدوّ لا يمكنُ أن يهجعَ أَو يقرَّ له قرارٌ حتى يجدَ طريقةً ما يستطيعُ من خلالها تلافيَ وتجاوزَ هذين المعوقينِ مستقبلاً أَو في الجولةِ القادمةِ.
هذا أمرٌ حتميٌّ ولا بدَّ منه.
طيب..
أن تقومَ حليفتُه الكبرى دولةُ الإمارات اليومَ باستحداثِ وإنشاء مطاراتٍ وقواعدَ عسكريةٍ في الجزرِ اليمنيةِ التي تسيطرُ عليها، فهذا يعني أنَّ العدوّ الصهيونيَّ قد بدأ عمليًّا اليومَ، وبالتعاونِ مع حليفهِ الإماراتيِّ وأدواته في الداخلِ اليمنيِّ، على تذليلِ وتجاوزِ العقبةِ الأولى المتمثلةِ ببعْدِ المسافةِ وصعوبةِ الجغرافيا اليمنيةِ.
هذه واحدةٌ.
الثانية: أنه وطالما قد تكفّلَتْ دولةُ الإمارات وأدواتها في الداخلِ اليمنيِّ بهذه المسؤوليةِ، فإنّ هذا يعني بالضرورةِ أنّهم قد تكفّلوا أَيْـضاً بالقيامِ بالمهمةِ والمسؤوليةِ الأُخرى المتعلقةِ برصدِ وجمعِ المعلوماتِ الاستخباراتيةِ عن اليمن.
هكذا يقولُ المنطقُ، والمؤشراتُ أَيْـضاً.
لذلك، وبناءً عليه:
فإنّه يقعُ على عاتقِنا نحنُ اليمنيينَ جميعاً اليومَ مسؤوليةٌ وطنيةٌ ودينيةٌ وأخلاقيةٌ كبرى في مواجهةِ وإفشال هذا المخطّط وهذه المؤامرةِ الحقيرةِ من خلالِ البقاءِ في حالةِ يقظةٍ تامةٍ وتأهّبٍ دائمٍ ومُستمرّ، وبما يضمنُ قطعَ الطريقِ على هذا العدوّ الصهيونيِّ وحليفهِ الإماراتيِّ وأعوانه وأدواته هنا في الداخلِ من إحداثِ أي اختراق أمنيٍّ أَو معلوماتيٍّ يفقدُنا واحدةً من أهم الميزاتِ التي أصابتْ هذا العدوّ بحالةٍ من الإحباط والفشلِ في الجولةِ الأولى.
لن يكلفك ـ أيها المواطنُ اليمنيُّ ـ ذلك شيئاً.
كلّ ما عليكَ فقط إذَا ما لاحظت أية تحَرّكاتٍ أَو أنشطة مشبوهةٍ، هو الإبلاغُ عنها من خلالِ الاتصال بالأرقام المجانيةِ التالية: 100 أَو 189.
لا تتردّد في الاتصال مهما كنت تظنُّ أَو تعتقدُ بأنَّ المعلومةَ التي وقعت عليها حقيرةٌ أَو تافهةٌ، فقد يكونُ ذلك سببًا في كشفِ مخطّط أَو الإيقاع بعميـلٍ صهيونيٍّ.
فأنت، في الأول والأخير، رجلُ أمنٍ.
